إدعاء السلطان إسماعيل للخلافة وهزيمة الشيخ عزان له ومدح الإمام لهم بقصيدة ومكاتبة الإمام أشرف ينبع شعرا ونثرا وكتاب الإمام إلى أهل صعدة وإلى الأمير هلدري
  وَأَيَّامُ الكِلاَبِ سَمَت تَمِيمٌ ... بِكَلكَلِهَا وأَيَّامُ النِّسَارِ(١)
  وَذِي قَارٍ رَبِيعَةُ عَظَّمتهُ ... وَلَولَا ذَاكَ لَمْ يَقرَاهُ قَارِي
  وَهَذِي رَايَةٌ منكُم وفِيكُمْ ... فَخُوضُوا دُونَهَا لُجَجَ الغِمَار
  أَسَادَةَ مَعشَرِي وَسُرَاةَ قَومِي ... وأهلَ الصَّبر عِندَ الإصطِبَار
  وخَيرَ قَبِيلَةٍ مَنعَت ذِمَارَاً ... إذَا عَدِمَ الحُمَاةُ عن الذِّمَار
  وأطْعَنَ فِي العَجَاجِ القِرْنَ شَزْرَاً ... وأَضْرَبَ هَامَةَ البَطَلِ المُمَارِي
  تَعَيَّنَ فَرضُ قَآئِمِكُمْ عَلَيكُمْ ... فَأعطُوا نَاجِزَاً دُونَ الضِّمَار
= كما قال ÷ «كنتُ أنْبُلُ على عُمُومَتِي يَوْمَ الفِجارِ، ورَمَيْتُ فيه بأَسْهُمٍ، وما أُحبُّ أنِّي لم أكُنْ فَعَلْتُ»، وكانت الدائرة فيها على قيس.
(١) الكلاب بالضم: ماء بين الكوفة والبصرة، وهو من اليمامة على سبع ليال أو نحوها. وأيام الكلاب من أيام تميم المشهورة، وهو من أعظم أيام العرب المشهورة، وهو يومان:
الأول: ما وقع بين شرحبيل وسلمة ابنا الحارث بن عمرو بن حُجر آكل المرار الكندي، وكان شرحبيل على بكر بن وائل وبني حنظلة وبني أسيد والرباب، وسلمة على بني تغلب والنمر بن قاسط وبني سعد، فالتقوا بماء الكلاب، واقتتلوا قتالاً شديداً، انهزم شرحبيل ومن معه وقتل وحمل رأسه إلى أخيه سلمة.
والثاني: أن كسرى لما وقع ببني تميم فقتلت المقاتلة وبقيت الذراري والأموال، بلغ ذلك بنو الحارث من مذحج وأحلافها من نهد ووجرم بن ربان، فمشى بعضهم إلى بعض وقالوا: إغتنموا بني تميم، ثم بعثوا الرسل في قبائل اليمن وأحلافها من قضاعة، فقيل إنه اجتمع من مذحج ولفيفها ثمانية آلاف، وقيل: اثنا عشر ألفاً من همدان وكندة وغيرها، وكان بنو تميم لما علموا بهم افترقوا فرقتين، فرقة لزمت طريق الدهناء، وفرقة لزمت ماء الكلاب، فلما التقوا بالكلاب وقع قتال عظيم وحرب شديد، قتل فيها أشراف الفريقين، وكانت الغلبة فيه لبني تميم، وانهزمت مذحج شر هزيمة.
وأما النسار: والنِّسار بكسر النون: موضع فيه جبال متجاورة، وهو ماء لبني عامر، ويوم النِّسار كانت الغلبة فيه لِبَني أَسد وذُبْيان على جُشَم بن معاوية.