السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

إدعاء السلطان إسماعيل للخلافة وهزيمة الشيخ عزان له ومدح الإمام لهم بقصيدة ومكاتبة الإمام أشرف ينبع شعرا ونثرا وكتاب الإمام إلى أهل صعدة وإلى الأمير هلدري

صفحة 425 - الجزء 1

  الله⁣(⁣١) - قدس الله روحه - حاربكم، وامتنعتم بشق الأنفس، ولو حاربناكم فيما نرجو من الله سبحانه ما أمسى منكم إلا الأطفال والنسوان، وبالله ما أريد ذلك ولا أشتهيه، ولئن كلفتمونا ليكونن إن شاء الله، ونسألكم بالله، وبرسوله ÷ لتهبونا نفوسكم، ولتدخلن في رضا شيخكم، المتعرض في حبكم، المجتهد في نصيحتكم، الدال لكم على رشدكم، وأنتم تعلمون أن الإمام المتوكل على الله - قدس الله روحه - امتنع منه القرى في الجوف، ودخل صنعاء وزبيد، ونال - قدس الله روحه - منالاً عظيماً، وامتنع عليه هينٌ، وهذه دولة قد رسخت قواعدها، وكبت حاسدها، وذل معاندها، وصارت البلاد من تهامة إلى مأرب ملكاً محكماً، وما جرأكم علينا إلا حبنا لكم، ولا آنسكم إلا قلة إساءتكم، وإلا فأكثر منكم عسكراً وأمنع حصناً، يضطرب قلبه من خوفنا، وترتعد فرائصه من حركتنا، فهذا شهاب لم يقر به قرار في صنعاء في هذه الأيام بعد مراح سلطانه من خوفنا، وحيز أولاده وحريمه إلى عضدان خوفاً منا نأخذه في صنعاء قهراً، ونأسره مرة أخرى، ولما بلغنا هذا الخبر وصل كتابكم فبرد بعض ما كان في نفوسنا عليكم، وأنتم يا أهل صعدة لا تصلحون إلا بالطاعة، ولا يصلحكم إلا متابعة الجماعة، فادخلوا في رضا شيخكم، وعلينا إزالة ما تشكون منه بألطف مما سألتم، وقد سألتموني عزله وما لكم وال سواه ما عشتم وما عاش، إلا أن تظهر منه معصية لله


(١) كانت الحرب بين الإمام المتوكل على الله أحمد بن سلمان # وبين أهل صعدة، في سنة (٥٤٣) ه، وكان عدد جند الإمام المتوكل على الله قليلاً، مقدار مائة ترس، وأهل صعدة عدد كثير، وقوة وفيرة، قدر خمسمائة ترس، وألف قوس، فعبأ عسكره، ووقف ينظر إلى المعركة، فدخل الإمام من جهة بستان في شق المدينة مع عدد قليل، وقد انهزم أصحاب الإمام، وأحاطوا بالإمام ومن معه من كل جانب والنبل عليهم مثل المطر، فما تخلص الإمام إلا بمشقة، وعاد إلى موضعه في الجبجب. (سيرة الإمام المتوكل على الله /١٣٨، ١٣٧).