[قصيدة الإمام (ع) وقد حط شهاب بحذمان سنة (597) هـ]
  فَمَا تَحُلُّ عُرَى عَزمِي زَلَازِلُهَا ... وَلَا تُضَعضِعُ من رُكنِي وَلَا آدِي(١)
  ونَائمٍ نَامَ والأعيانُ سَاهِرَةٌ ... مِنهُ ورَيَّانَ من كُوبٍ من الصَّادِي
  وَزِينَ قَولِي بِفعلِي فِي شَدَائِدِهَا ... وَلَم يُزَيَّنْ قَبيحَ الفعلِ إنشادِي
  وَخيرُ مالِ الفَتَى التَّقوَى لِخَالِقِهِ ... وذَاكَ زَادِي إن فَتَّشتَ عَن زَادِي
  يَا رِيحُ هل لَكِ فِي إيصَالِ مَألُكَةٍ ... إلَى المُلُوكِ بِأعلَى الشَّامِخِ الطَّادِي(٢)
  أبنَاءِ حَاتِمَ أعلَى النَّاسِ قَاطِبَةً ... وأشرفِ النَّاسِ من قَارٍ ومن بَادِي
  شُمِّ العَرَانِينِ أَبطَالٍ لُبُوسُهُمُ ... فِي الرَّوعِ أَبرَادُ حَربٍ نَسجُ زَرَّادِي(٣)
  مِن صِيدِ هَمدَانَ من أعلَى ذَوي يَمَنٍ ... قَدرَاً وأنداهُمُ رَاحَاً لَدَى النَّادِي
  لَم أنسَهُم وَرِمَاحُ الخِطِّ شَاجِرَةٌ ... وَلَا تَبَدَّلتُ أودَادَاً بأودَادِي
  إنِّي عَلَى العَهدِ لَمْ يَنقُضهُ حِلْفُكُمُ ... لِلنَّاكِثِينَ وَلَا تَقْرِيبُ أضدَادِي
  مُجَرِّدٌ لِحُسَامٍ غَيرُ مُنحَسِرٍ ... مُسَدِّدٌ لِأَصَمٍّ غَيرُ مُنآءدِي
  أَنَا الذِي عَجَمَتْنِي الحربُ مُعجَمَهَا ... صَمَّاء كَمَا الفَحلِ فِي بطحَاءِ أجيَاد
  فَإنْ أَتَانَا رَسُولٌ منكم ورَدَتْ ... شُعثُ النَّوَاصِي جِيَادٌ تَحت أَجوَاد
  تُردِي بِكُلِّ طَوِيلِ البَاعِ هِمَّتُهُ ... ضَربُ الكَمِيِّ بِمَاضِي الحَدِّ قَدَّادِي
  كَعَارِضِ المَوتِ أو كَالسَّيلِ من بَلَدٍ ... نَاءٍ يَضِيقُ بِهِ مُستوسِعُ الوَادِي
  مِن هَاشِمِ الصِّيدِ من أَعلَى الوَرَى حَسَبَاً ... فِي العَالَمِينَ وأَعرَابٍ وأكَرَاد
  فِي الشَّرقِ والغرَبِ غَارَاتٌ لَهُم شَهِدَتْ ... بِهَا المَلاَحِمُ فِي غَورٍ وأنجَاد
  كَم شَاهِدٍ عِندَكُم غَابَتْ مَنَافِعُهُ ... عِنكُم وإنَّا لَغُيَّابٌ كَشُهَّاد
(١) الآد: القوة، وأدى الرجل: أي قوي.
(٢) الطاد: الطود أي الجبل العالي.
(٣) الزراد: صانع الدروع.