[أمر الإمام للسلطان هلدري برد ما أخذه العسكر من الأموال]
  إن شِئتُمُ الحربَ عَقَّدنَا سَبَائِبَهَا ... صُبحَاً وكُنَّا كَفَرَّاطٍ لِوُرَّادِ(١)
  أو شِئتُمُ السِّلمَ فَالأقوَامُ شَأنُهُمُ ... أَكْلُ المُسَالِمِ فِعلَ الخَاتِرِ العَادِي
  وَهذِهِ عَادَةٌ مِنهُم مُجَرَّبَةٌ ... أَوَ بعدَ عِرفَانِ غَشٍّ حَكُّ نقَّاد
  لَهُم حَبَائِلُ مِن عَهْدٍ ومن ذِمَمٍ ... لَا كَالحَبَائِلِ مِن أَوتَارِ صَيَّاد
[أمر الإمام للسلطان هلدري برد ما أخذه العسكر من الأموال]
  ووصل الخبر بأن السلطان هلدري لما صدر عن أمر الإمام # يريد جهة الظاهر لقبض ما يتحصل منه للأجناد والوقوف بهم هنالك.
  فلما صار بعيان أغار يريد قوماً يقال لهم: العقارب، يقطعون السبل، ويفسدون في البلاد، فأتى بهم الدليل إلى قوم صالحين - وكان المتقدم في الخيل الشريف حاتم بن علي بن أحمد بن جعفر القاسمي فأخذ العسكر شيئاً من أموالهم من غير قصد لهم بالغارة، فكتب # إلى السلطان في ذلك وأمره برد ما أخذوه، فأتى كتابه يعتذر بأنه لم يعلم، وكان قد شدد عليهم في الأخماس، وجعلها في جملة الشروط في منشور الظاهر، فأمر برد الخمس وقد كانوا أخرجوه، وإشعار أهل تلك البلاد ممن حضر الغزاة من بني جبير وعذر وغيرهم رد ما أخذوه.
  وتقدم # إلى صعدة، وكان وصوله إلى دار معين لسبع وعشرين ليلة خلت من شهر رجب، وتقدم إلى صعدة بعد ذلك.
(١) فرط القوم: يفرطهم فرطاً تقدمهم إلى الوِرد لإصلاح الحوض والدلاء وهو الفُرَّاط. والوارد: السابق إلى ماء البئر.