السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[موقف الإمام من إساءة الأمير شجاع الدين إلى داود الخيبري]

صفحة 433 - الجزء 1

  الرسول يحيى ومحمد ابنا أحمد بن يحيى بن يحيى، وطائفة من الشرفاء آل الهادي وآل حمزة، وقاضي الشرع محمد بن عبد الله بن حمزة، والشيخ محيي الدين محمد بن أحمد النجراني، وأهل المدرسة المنصورية بصعدة، وهو المدرِّس بها، واجتمع بها خلق كثير من أهل البلد وغيرهم، ومن رؤساء الناس وغصَ المسجد والحجرات، وقد أمَّ الباب بالناس، فسأله الإمام # عن القصَّة بعد كلام شرحه في ذلك المقام، فأنكر وقال: إن شهد عليّ شاهد من أهل المدرسَة قبلت شهادته، وقد كان وصل منهم رجل ممن حضر القصَّة، فدعاه الإمام فشهد بما حدث، فلمَّا رأى ما عند الإمام من الغضب تقدَّم إلى بين يديه، ووضع سيفه وسوطه واستَسلم للحق، وقال: امض حكمك بما تراه، فأمر الأمير صفي الدين ذا الكفايتين يجلده عشرين جلدة تأديباً، وأمر بقبض فرسه ودرعه، وأحضر أحد غلاميه فجلده ثلاثين جلدة وحلق رأسه، وأمر الأمير جعفراً بالصدور إلى حوث ليبلغ الفقيه ما يجب له بحكم الله تعالى، ففعل وحضر إلى المسجد الجامع بحوث - عمره الله بالصالحين - وأحضر غلامه الثاني، وذلك في حال عمارة المسجد ولم يسقف بعد، وحضر خصمه بين يدي القاضي ركن الدين عمرو بن علي العنسي، وحضر الشيخ محمد بن أحمد العبشمي، والقاضي شرف الدين إبراهيم بن أحمد بن أبي الأسد، وأهل المدرسة ومن بلغته صلاة الجمعة من أهل البلاد، فادعى الفقيه ما لحقه من الأمير والغلام، فاعترفا بذلك، فتراجع من حضر من العلماء في أمر الغلام، فأجمع رأيهم على الاقتداء بما فعله الإمام # في الغلام الأول في صعدة، فأمر القاضي بحلق رأسه وجلده ثلاثين جلدة، وبقي الأمير فقام إليه الأمير بعد وجوب الحق