وجاؤوا إلينا بعد ذلك طاعَةً ... تَقُودُهُمُ أخدَامهم بالعمائِمِ

  وقد خسروا أموالَهم وبلادَهم ... وعادوا وقد باؤوا بصفقَةِ نَادِمِ

  ونحن حكمنا في الشآم وأهلِهِ ... بحكمٍ لأسبابِ المظالم صَارِمِ

  وصارت أسودُ الغابِ فيه ثعالِبَاً ... لنا وصقورُ الصيدِ مثلَ الحَمَائِمِ

  جمعنا وأحيينا به كلَّ جُمعَةٍ ... كأسلافنا في عصرِ يحيى وقاسِمِ

  ونحن سبقنا الناس للبيعة التي ... لزمنا بها من قبل كل ملازِمِ

  ونحن عليها دائمون جميعنا ... إذا لم يكن مرؤٌ عليها بدائِمِ

  فهذا وأيمُ اللهِ فيه اعتقادُنا ... ومذهبنُا والفوزُ عند الخواتِمِ

  وواللهِ إنا ما تركنا وصولَه ... لشكٍّ بَدَا فيه ولا كَلْمِ كَالِمِ

  ولكن لأعذارِ الزمانِ وأهلِهِ ... وقحطٍ ثنى آمالَ أهلِ العزَائِمِ

  ولولا استقمنا في الشآم وأهلِه ... لأفسدَ من غبرِ الوجوهِ الأشائِمِ

  حكمنا على آسادها فتحكمت ... وما خضعت من قبل ذاك لحاكِمِ

  فمن مبلغ عنا سراةَ قبيلنا ... بني المصطفى المختار من آل هاشِمِ

  ومن مبلغٍ عمرانَ نبراسَ مذحج ... وسلطانَ همدانٍ عليَّ بنَ حاتِمِ

  وعزانَ نعني نجلَ سعد ورهطَه ... وأشياعنا من كل حبر وعالِمِ

  بأنا على عهد الإمام إذا انثنت ... ذوو الشك من أهل القِلَى والسخائِمِ

  فقوموا قيام الأكرمين وبادروا ... إلى نصره واستأثروا بالمغانِمِ

  كناصرِ دينِ الله صفوةِ أحمد ... مبارزٍ الليثِ الهصور الصيارِمِ

  وأسرتِهِ الأكرادِ أكرمِ أسرة ... أقامت مع المنصور سبطَ البراجِمِ⁣^(⁣١)

(١) السِبْط: ككِتْف: طويل، والبراجم: جمع بُرْجُمَة بالضم: المفضل الظاهر أو الباطن من الأصابع والإصبع الوسطى من كل طائر، أو هي مفاصل الأصابع كلها، أو ظهور القصب من =