السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

وأما حمزة بن أبي هاشم

صفحة 42 - الجزء 1

  أطعن طعناً ثائراً غباره ... طعن غلام بَعُدت أنصاره

  وانتزحت عن قومه دياره

  [وإنما قال ذلك لان الصليحي كان قد أجلى بني حسن عن اليمن]⁣(⁣١).

  وفيه يقول الصليحي في القصيدة العينية التي ذكر فيها فتحه البلاد وتهدد فيها بني حسن:

  وصرعن بالمنوى منكم سيداً ... قرماً ولم أرضى به أن يصرعا⁣(⁣٢)

  رجلاً لو أن بني سليمان به ... وزنوا جميعاً لم يساووا أصبعا

  وكان جيشه ألفاً وخمسمائة فارس وخمسة عشر ألف راجل، ووقف عنده سبعون شيخاً من همدان يجالدون معه حتى هلكوا، وقتل معه عشرة من رؤساء همدان، كل واحد له عشرة ذكور، وعشر بنات، وعجل الله تعالى انتقام قاتله علي بن محمد الصليحي، فلم يَحُل عليه الحول حتى قتله سعيد بن نجاح في شهر ذي القعدة لسبعة أيام خالية منه، سنة ستين وأربعمائة، وقيل سنة ثلاث وسبعين، وقتل معه بنو عمه، وسبيت حرمه.

  وأخبرني الامير شيخ آل الرسول عماد الدين يحيى بن حمزة طول الله عمره بسنده إلى بعض أهله: أنه لما دفن حمزة # وأراد أولاده نقله من الموضع الذي دفن فيه حمزة #، فأقاموا مدة يطوفون بقبره ليلاً، حتى أمكنتهم الفرصة فحملوه في شملة ليلاً، وله نور ساطع يرى منه أهداب تلك الشملة، ولما نقلوه من حيث كان قبروه في بيت الجالد رضوان الله عليه.


(١) الشافي (٢/ ٣٦٠).

(٢) المنوى: من بلاد الخشب، وطن من أرحب في ظاهر همدان.