[وصول السيد يحيى بن علي السليماني إلى الإمام إلى صعدة وكلامه]
[وصول السيد يحيى بن علي السليماني إلى الإمام إلى صعدة وكلامه]
  ووصل السيد يحيى بن علي بعد أيام من تهامة لثلاث ليال خلون من شهر صفر من سنة ست وتسعين في خيل في أصحابه وشيعته، فخرج الإمام في لقائه، وركب الجند، وخرج أهل المدينة، وراح الكل بعد السلام إلى المسجد المعمور بالمشاهد المقدسة سلام الله على ساكنيها، فلما استقر المجلس في ذلك المجمع افتتح السيد الكلام بالحمد لله تعالى والثناء عليه، وأكثر من الشكر لله سبحانه على تعجيل اللقاء والاجتماع بالإمام #، وأقسم بالله تعالى لقد حسبت الهلاك في التوقف عن القيام بأمر الله، وما كان تأخري عن ذلك إلا ترجيًا لقيام الإمام #، قال:
  ولما وصلتني دعوته المباركة استبشرت بها، وتلقيتها بالطاعة والقبول، وصربت بيدي اليمنى على اليسرى أخذاً للبيعة على نفسي، ونشرتها مجتهداً طاقتي، وأقسم بالله تعالى ثانية إني لباق على بيعته متمسك بطاعته.
  ثم قال للحاضرين مبشرًا لهم: إنكم لعلى سبيل المتقين، وإمامكم على الحق اليقين، ولقد وجدت في ملحمة قديمة قد بلي ورقها من طول المدة اسم إمام الحق عبد الله، وفيها ذكر صفاته، واستقامة دولته، وظهور كلمته، فأبشروا بذلك إن شاء الله، فهو إمام الحق، الناطق بالصدق، وإنكم على سبيل النجاة فعليكم بالجهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس، فإن ذلك فرض واجب عليكم، لقول الله تعالى: {وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}[التوبة: ٤١]، فألزم الكافة بالجهاد بالأموال جميعها من غير تخصيص لشيء معين منها، وأوسع في الكلام في نشر