[وصول الأميرين إلى الإمام إلى صعدة]
  فضائل الإمام #، وأكثره موشح بآيات القرآن كل شيء منها في موضعه؛ فاطمأنت نفوس من سمع كلامه، وازدادوا يقيناً في أمره #.
[وصول الأميرين إلى الإمام إلى صعدة]
  ثم وصل الأمير الكبير شمس الدين شيخ آل الرسول يحيى بن أحمد يوم الخميس الخامس من شهر صفر المذكور في عساكر جمة كثيرة العدد من كافة قبائل خولان إلى ثلاثة آلاف، فتلقاهم الإمام إلى شامي المدينة للسلام، وافترقوا في المدينة للضيفة، ولما كان من الغد وهو يوم الجمعة وقضيت الصلاة وغص المسجد بالزحام، صعد الأمير شمس الدين المنبر فحمد الله وأثنى عليه ونشر فضائل الإمام #، وحض الناس على طاعته والالتزام بولايته، والتأهب للخروج والجهاد بين يديه في سبيل الله، وقال: وأما أنا فخادم من جملة خدام الإمام.
  وصدر بعد ذلك في العساكر بنفسه على كبر سنه، لما رأى في ذلك من إقامة الدين، وصلاح المسلمين، وتحملَ المشقةَ رغبة فيما عند الله تعالى، وإظهار طاعة الإمام؛ لأن الشيعة قد كانوا لبسوا على الناس في أمره وقالوا: إنه قد وقف عن نصرته، وسقطت عنده إمامته، فتكلف الأثقال في رضا الله سبحانه.
  ثم صعد الأمير نظام الدين السيد يحيى بن علي على إثره المنبر فتكلم مع الناس، فالذي حفظته من معنى كلامه وبعض ألفاظه على الجملة تجديد إظهار فضائل الإمام وقال بعد القسم: لولا تعينت علينا فريضة الجهاد، لما تكلفنا المشاق وفارقنا الزوجات والأولاد، فالحمد لله رب العالمين على بلوغ المراد.