السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدة الشيخ يحيى بن أحمد حجلان]

صفحة 446 - الجزء 1

  فأقبل الناس إلى قولهما، إذا كل واحد منهما لو دعا إلى الأمر لأجابه الناس ولاستحق الإجابة، فازداد أهل العلم يقيناً، والجهال والعوام طاعة وسكوناً، وأنشدت الأشعار في ذلك اليوم وقبله.

[قصيدة الشيخ يحيى بن أحمد حجلان]

  فمن ذلك: قصيدة للسيخ يحيى بن أحمد بن حجلان:

  فتحت سعودك كل باب مقفل ... والبيض في أغمادها لم تقلَلِ

  والخيل مقربة تظل كوانساً ... حول المنازل والقنا لم تحملِ

  جاريت أهل الفضل في ميدانهم ... فسبقتهم سبق الجواد الأولِ

  تسمو إلى رتب العلا متوشحاً ... سيف الإمامة ذا النجاد الأطولِ

  متسربلاً بالمجد مرتدياً به ... يا حبذا للمرتدي المتسربِلِ

  متمكناً في الذروة القعساء مر ... تدياً بثوبي عزةٍ وتذلُّلِ

  كالنجم في جو السماء محلقاً ... وتراه في قعر القليب الأسفلِ

  ألقت إليك يد الخلافة كفها ... واستعصمت بك أن تكون لها ولي

  حتى حللت عصابها واقتدتها ... بكراً كبكر الغانيات العيطَلِ

  هذا وكل فضيلة قد حزتها ... ونصبتها فوق السماك الأعزلِ

  أما السماحة فهي فيك طبيعة ... مولودة وسجية من أولِ

  يلقى الرماح بصدره وبنحره ... لا يتقي منها بغير الكلكَلِ

  وإذا التقى الصفان في رهج الوغى ... امتاز عنه كل قرم فيصلِ

  حتى ذا حمي الوطيس رأيته ... كالليث يزأر في الرعيل الأولِ

  ولقد دعوت الناس يا ابن محمد ... سرّاً وجهرَاً للجهاد الأفضلِ

  ستقودها شعث النواصي شزباً ... تعدو بكل مكبِّرٍ ومهلِّلِ