السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[توجه الإمام إلى الجوف ووصول الوفود إليه]

صفحة 449 - الجزء 1

  فإن تنفلت منها فليس بفائت ... وإن له من بعدها موقفاً ثَانِي

[توجه الإمام إلى الجوف ووصول الوفود إليه]

  ونهض الإمام # إلى هجرة دار معين يوم الثلاثاء العاشر من صفر، ومن خف من العسكر، وتكامل الباقون يوم الخميس، ونهض عند طلوع الشمس يوم الجمعة بالعساكر المنصورة متوجهاً إلى الجوف، وتلقاه آل دعام⁣(⁣١) إلى البطحاء، وقد صفت الخيل، ولبست الجند آلة الحرب، ونشرت البنود والأعلام، وكان الأمير شمس الدين يحيى بن أحمد في عسكر خولان فحط الإمام بين السوق ودار عصية، ووقف يومين، وصدر كتباً إلى مأرب وبيحان يأمرهم باللقاء إلى براقش، وأمر إلى سائر أهل الجوف يأمرهم بالوصول، ولم يكن أحد منهم مصدقاً بوصوله لاشتغاله بمقاومة الغز ومحاربتهم.

  فوصل السلطان جحاف بن حميدان في قدر خمسين فارساً من بني منبه، ووصل عزان بن فليتة وأصحابه في اليوم الثاني، واجتمع في ذلك اليوم خلق كثير من ألفاف العرب.

[كلام الإمام # لأهل الجوف فيما جرى منهم]

  فتقدم الإمام # إلى أوساط الناس فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي ÷، ثم تكلم بكلام يعجز عنه الفصحاء والبلغاء، ثم أقبل


(١) آل دعام: أهل درب ظالم بالجوف بطن من بكيل الهمدَانية.