السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[أسباب حبس إسماعيل لبشر بن حاتم]

صفحة 453 - الجزء 1

  وإما أن تجمعوا أمركم على خلاف أمرنا فأذنوا بحرب من الله ورسوله، فاختاروا لأنفسكم ما شئتم فقد شغلتمونا عن الأمور المهمة التي يصغر هذا الأمر في جنبها.

  فأجابوا بالسمع والطاعة، فقال #: (إن الطاعة بالمقال دون الفعال لا تنفعكم، فلما رأوا شدة أمره وقوة عزمه برزوا ساعة، وعادوا وقد انسدت أمورهم وهدموا ما كان بينهم من الحنات المتقدمة، وتغطت أمورهم).

  ووصلت كتب من أهل مأرب يعتذرون عن المبادرة لحروب وقتل وقع بينهم، وأنهم تحت الطاعة.

[أسباب حبس إسماعيل لبشر بن حاتم]

  ووصلت أخبار مقدم السلطان بشر بن حاتم إلى السلطان إسماعيل إلى جهة اليمن.

  وكان سبب ذلك: أن شهاباً أشار عليه وأظهر له النصيحة وأنه يريد مكافأته على ما كان قد قدم إليه من الصنيع وخلاصه من حصن فدة، فلما وصل إلى إسماعيل نهض شهاب مبادراً من صنعاء يصل الليل بالنهار حتى أتى إسماعيل وأغراه بلزمه، فقبض عليه عند وصول شهاب وعلى أصحابه وأمر بهم إلى تعز، ونقلوا بعد ذلك إلى حصن التعكر⁣(⁣١)، هذا مع اجتهاد السلطان بشر بن حاتم في النصيحة لهم، وإظهار مباينة الإمام #، وكان تقدمه إلى اليمن بغير علم السلطان علي بن حاتم ولا مشورته؛ لعلمه أنه يمنعه من ذلك، فلما صحت أخبار لزمه وأولاده وأصحابه جاء كتاب السلطان علي بن حاتم يستنهض الإمام ويحضه


(١) التعكر: من أشهر جبال اليمن وأبعدها صيتاً، وأمنعها حصانة، وأعلاها شموخاً، يقع في أرض ذي الكلاع من مخلاف جعفر، يطل من الجنوب على وادي ظباء ونخلان فصبر فالجند فالمعافر.