السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[استسلام أهل الجنات والشروط المأخوذة عليهم]

صفحة 454 - الجزء 1

  على التقدم إلى البلاد، فنهض الإمام # - وكانت إقامته ببراقش خمس عشرة ليلة - إلى الجوف الأعلى، وقد كان العسكر تقدم إلى هناك مع الأمير عماد الدين يحيى بن حمزة، والتأم إليهم خيل من جنب ومن الجوف، واستمروا حتى وصلوا شوابة، وكانت الإقامة بها ثلاثة أيام لجمع العساكر والجيوش من سفيان وذيبان وداعي بكيل وغيرهم، فأقبل الناس من كل جهة، فأمرهم الإمام # بالنفير للجهاد في سبيل الله والقود إلى الجنات، ونهض في عسكر كثير متباعد الأطراف من الخيل الكثيرة، والفياس الجمة العدد، فأتى الجنات لعشر ليل بقين من شهر ربيع الأول، ولعل الخيل تكون ثلاثمائة، فأما الرجل فخلق كثير.

[استسلام أهل الجنات والشروط المأخوذة عليهم]

  [وكان عدلان في الجنات رتبة وله الجواسيس على الإمام، فلما علم بإقبال العساكر المنصورة انهزم إلى صنعاء فيمن كان معه]، فأيقن أهل الجنات بالهلاك وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فأعلنوا بالتهليل والتكبير، وخرج منهم جماعة مستسلمين فوقفوا بين يدي الإمام، فَعَرَّفَهم ما كان منهم من نكث البيعة، ومظاهرة أعداء الله، وعفوه عنهم مع التمكن منهم ثلاث مرات، فاعترفوا بإساءتهم، ووقع الخطاب على خراب دروبهم، وسور قريتهم، ودفن الخندق، وتسليم ثلاثة آلاف دينار صلحاً عما وجب عليهم من الحقوق، وتسليم ثلاث عشرة ذهبية على هذه الشروط، وعلى الطاعة، وتسليم الواجبات في المستأنف، وأمنهم على ذلك، وتقدم لقبضه، ونفاذ الخراب، وقام الأميران فيه عماد الدين يحيى بن حمزة، وصفي الدين محمد بن إبراهيم، ورفع الإمام المحطة عنهم إلى الحوائط عشرة أيام.