[وصول المطرفية إلى الإمام (ع) والحوار الذي دار بينهم وبيعتهم]
  وصل إلى صعدة ونهوجها خالفنا أمره، وتأخرنا عن إجابة دعوته لشك في إمامته، وقدح في زعامته، فأردنا أن نوضح لكم ما عندنا، وما نعتقده في إمامنا، فاعلموا أنه لما دعانا إلى طاعة الله أجبنا دعوته، وكنا أول سابق إلى بيعته، بعد أن اختبرنا علمه وزهده وورعه وجمعه لخصال الإمامة، وصح عندنا بالبراهين الواضحة، والأدلة البينة أنه إمام حق، وقائم صدق، ولم نقدم على شك في ديننا، وهذا مجمع قد حضره علماء أهل البيت وفقهاء المسلمين، فمن كان عنده منكم شك أو شبهة فهذا موضع السؤال، ولا حائل دون ذلك ولا مانع، فإن المحاباة في الدين مما لا تسع أحداً من المسلمين، فهذا ميدان السؤال والجواب، واعلموا أنا تحملنا المشقة لما لزمت الفريضة ووجبت الحجة، وأنا منذ وقعت البيعة ما تركنا الجهاد في سبيل الله، والمناصبة لأعداء الله، حتى استشهد منا من استشهد في سبيل الله، وقد تكلفت المشقة على كبر سني رجاء لما عند الله، فإن كان عند أحد منكم دليل أو حجة يحط عنا مشقة هذا التكليف شكرناه على ذلك، ولا يقولن أحد ممن حضر هذا الموقف: إني خشيت على نفسي، أو منعت من السؤال، أو لم أقدر على السؤال لعظم الحال، فما هذا عذر يقبل، وأُشهد من حضر أن من كانت له مسألة، أو أمر من الأمور، وأراد البحث عن ذلك والمطالبة بإزالة ما عنده، فإنه جار لي ما تلحقه معرة ولا مضرة.
  ثم تكلم الإمام # بكلام متسع، وقال في أثنائه بعد ذلك:
  تكلم هذا الأمير بما هو أهله، ونشر من الفضل ما هو فرعه وأصله، فإن الله يجزيه خيراً عن الإسلام، فلقد تحمل من المشقة في إعزاز الدين، ووطن النفس على الاصطبار رغبة فيما عند الله سبحانه، وأنتم تعلمون ما فرض الله عليكم