السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدة الإمام # جوابا على شعر من السلطان بشر بن حاتم]

صفحة 467 - الجزء 1

  وَهَب رُمْحَهُ قد رَآهُ الناسُ كُلُّهُمْ ... أَيُرهَبُ ذَا رُمحٍ بِغَيرِ سِنَان

  أم ابنُ ذُكَا وافَا وشَامَ حُسَامَهُ ... عَلَيهِ كَلَونِ الرُّمحِ غَيرُ دَدَانِ⁣(⁣١)

  كَطَلعَةِ طُرْسٍ جَاءَنِي فِي سُطُورِهِ ... قَرِيضٌ على بُعدِ المَزَارِ شَجَانِي

  أَتَى مِن مَلِيكٍ أَوحَدٍ فِي زَمَانِنَا ... لَبَلْ أوحدٌ فردٌ بِكُلِّ مَكَانِ⁣(⁣٢)

  هُمَامٌ نَمَتهُ من مَقَايلِ يَعرُبٍ ... حُمَاةُ المَعَالِي يَومَ كُلِّ طِعَانِ⁣(⁣٣)

  يَبَيتُ النَّدَى فِي الْمَحْلِ وهو ضَجِيعُهُ ... كَأنَّهُمَا قَد أُرضِعَا بِلبَان

  شَكَى عَرَبَاً فِيهم من العُرْبِ جِسمُهُمْ ... وَأنفسُهُمْ للسِيدِ ذِي العَسلانِ⁣(⁣٤)

  سَيُغنِيكَ عَنهُم مَنْ أَحَلَّكَ فَوقَهُم ... عَلَى قِمَّةِ الجَوزَاءِ والسَّرَطَان

  فَيَا أيُّهَا الغَادِي عَلى شَدقَمِيَّةٍ ... بَقِيةُ أسفَارٍ وعُبرُ رِهَانِ⁣(⁣٥)

  نَمَاهَا جَدِيلٌ من أَبِيهَا وأُمِّهَا ... لِشدقَمَ فَالنَّجرَانِ مُختَلِطَانِ⁣(⁣٦)

  ومِن شَاغِرٍ فِيهَا عَقَائِلُ مَنصِبٍ ... فَأوفَت كَهيِقِ الرَّمْلِ ذي الرَّمَلاَن⁣(⁣٧)

  تَحَمَّل هَدَاكَ اللهُ مِنِي رِسَالَةً ... تُؤدِّي بِهَا مَا فِي ضَمِيرِ جِنَانِي

  وَقُلْ لِي لِمَحمُودِ السَّجَايَا ابنِ حَاتِمٍ ... وَمَن لَمْ يَرُمْ مِرقَاتَهُ القَمَرَان

  سَتُبدِي لَكَ الأيَّامُ مِنِّي مَوَدَّةً ... بِبُرهانِ صِدقٍ والرِّمَاحُ دَوَانِي


(١) ذُكا: الشمس. والددان كسحاب: من أسماء الأضداد، يطلق على السيف القطاع والكهام.

(٢) لبل: أصله لا بل.

(٣) المقايل جمع قيل: وهو الملك.

(٤) السيد ذي العسلان: أي الذئب. والمعنى: أن أجسامهم أجسام الآدميين وقلوبهم قلوب الذئاب، كناية عن غدرهم ومكرهم.

(٥) ناقة عُبر أسفار: أي قوية تشق ما مرت به.

(٦) النجران: أي الأصلان.

(٧) شاغر: اسم فحل من الإبل الأصيلة، الهيق: الطويل المفرط فِي الطول.