السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[نهوض الإمام # إلى حلملم]

صفحة 473 - الجزء 1

[نهوض الإمام # إلى حلملم]

  ثم نهض # إلى حلملم لتسع ليال بقين من ربيع الأول بعد استيفاء المال من أهل الجنات وقبض الرهائن والإنفاذ بها إلى حصن ثلا، هذا بعد أن أمر إلى السلطان عمرو بن علي بن حاتم يشاوره على التقدم إلى قرية شبام ثم القود إلى صنعاء، فكاتب أباه إلى ذمرمر يأخذ رأيه فعاد جوابه يسأل التوقف عن ذلك والميل إلى جهة المغرب، وذكر أن بينه وبين إسماعيل ذراعة على خلاص أخيه بشر بن حاتم، وتسليم رهينتين فساعدهم إلى ذلك مع كراهة من السلطان هلدري والجند؛ لأن الفرصة قد كانت ممكنة والبلاد بعد فتح الجنات طائعة، وأمر الإمام # الأمير شمس الدين بالتقدم إلى حصن ثلا والإقامة هنالك طلباً للرفق به، والراحة عليه من مشقة السفر، ولما يحصل من الهيبة عند العدو.

[قصيدة الإمام يوم أَخَذَ الجنات]

  وأنشأ # إلى السلطان علي بن حاتم [حين طلب منه ترك التقدم إلى صنعاء خوفَاً على أخيه بشر بن حاتم من إسماعيل] هذا الشعر بعد الوصول إلى حلملم:

  دَعَا ذِكرَ أَيَّامِ اللِّوَى وشَقَائِقِهِ ... وَبَارِقِ مَجرَى السَّابِقَاتِ وَبَارِقِه

  وَرَسْمَاً كَوشْمِ الكَفِّ عُرِّضَ فَوقَهُ ... أو الوَحيُ فِي ألوَاحِهِ ومَهَارِقِهِ⁣(⁣١)

  ومَرْتَاً كَأنَّ الرَّيحَ فِيهِ طَلِيعَةٌ ... لِآرَامِهِ مَندُوبِهِ ونَقَانِقِهْ⁣(⁣٢)


(١) المراد بالوحي هنا: الكتابة أو الرسالة، بمعنى الشيء المكتوب. المهارق: جمع مُهرق كمُكرم: الصحيفة.

(٢) المرت: المفازة بلا نبات، أو الأرض لا يجف ثراها ولا ينبت مرعاها. الآرام: الأعلام، وهي أحجار تجمع وتنصب فِي المفازة يهتدى بها.