[نهوض الإمام # إلى حلملم]
  وَلَا تَذكُرَا إِلَا الجِيَادَ عَوَابِسَاً ... وغاراتِها يَومَ الهِيَاجِ ومَارِقِهْ
  وَصَبْرَي - ومَا فخراً أرَدتُ - لِعَارِضٍ ... مِنَ الخَيلِ مِثلُ البَحرِ مَوجُ سَوَابِقِهْ
  فَلَم أبتَئِس مِن لاَمِهِ ورُكَامِهِ ... هُنَاكَ وَلَمْ أَصعَق لِوَقعِ صَوَاعِقِهْ(١)
  ومَا هَذِهِ الأحدَاثُ إِلِّا أَدِلَّةٌ ... لِمَا كَانَ فِي مَاضِي القضَاءِ وسَابِقِهْ
  فَقَد جُعِلَت عِندِي تَهُونُ لِأنَّنِي ... دَفَعتُ الذِي لَا أستَطِيعُ بِخَالِقِهْ
  وَلَا مثلُ مَا أَسأَرْتَ يا بِشرُ فِي الحَشَى ... فَهَل قَائِلٌ صِدقُ المَقَالِ لِصَادِقِهْ(٢)
  فَإن مَرَّ بِشْرٌ مَرَّةً فَلَطَالَ مَا ... طَعِمنَاهُ كَالشُّهدِ المُشَارِ لِذَائِقِهْ
  وَهَل تَمنَعَنْ مِن حِفظِيَ الوُدَّ فُرقَةٌ ... وَكَم حَافِظٍ مَحضَ الإخَا لِمُفَارِقِهْ
  أبَا حَسَنٍ لَا تُصغِ سَمعَاً لِمَارِقٍ ... مِن الدِّينِ مَطبوعِ الفُؤَادِ مُنافِقِهْ
  فَهَا هِيَ أحسَابٌ لَكُم نَبَوِيَّةٌ ... نُصَفِّي بِهَا مَحْضَ الوِدَادِ لِمَاذِقِهْ(٣)
  ولَمَّا أَتَانِي مَا أَهَمَّكَ لَمْ أنَمْ ... مَنَامَ ثَقِيلِ الجِسمِ فَوقَ نَمَارِقِهْ
  ولَمْ أَتَلبَّثْ بعدَهُ غَيرَ لَيلَةٍ ... وَقُمتُ إلَى مُطَّهَّمِ الخَلقِ فَائِقِهْ(٤)
  وأرخَيتُ مُجْرَاً تَملأ الرَّحبَ خَيلُهُ ... وتَبْرُقُ أبْصَارُ الورى مِن بَوَارِقِهْ
  عَنَاجِيجُ أَمثَالُ القِدَاحِ سَوَاهِمٌ ... تَجِيشُ بِفتيَانِ الوَغَى وبَطَارِقِهْ(٥)
  عَلَيهِنَّ خَلْطٌ وَهو صَفوٌ مُمَحَّضٌ ... مِن النَّاسِ من غَرْبِ المَلَا ومَشَارِقِهْ
  يَقُودُهُمُ شَيخُ الفَخَارِ ابنُ أحمدَ بـ ... ـنِ يَحيَى بن يَحيَى الليثُ عينُ خلائِقِهْ
(١) اللأم جمع لأمة وهي الدرع. والركام: الجموع.
(٢) اسأرت: أي أبقيت.
(٣) مذق الود: لم يخلصه.
(٤) المطَهَّم - كمعظم -: التام من كل شيء، والبارع الجمال.
(٥) العناجيج: جياد الخيل والإبل، ومن الشباب أوله. والبطارقة: جمع بطريق ككبريت: القائد من قواد الروم تحت يده عشرة الاف رجل.