الإقامة بلحملم وغزوة سراقة
  وَحَامِي الحِمَى والمُقتَضِي بَيضَةَ الحِمَا ... مُبَارِزُ مَحمُودُ الثَّنَا فِي طَرَائِقِهْ
  ومِنْ كُلِّ حَيٍّ قَد جَمَعتُ فَوَارِسَاً ... كَأُسْدِ الشَّرَى لَولَا بَيَاضُ يَلاَمِقِهْ(١)
  كأبنا سليمان وموسى ذوي الحجا ... بناة العلى قدماً حماة حقائقِهْ
  وكُنتُ امرَأً لَا أَطعَمُ النَّومَ وَاتِرَاً ... فَإن كُنتُ مَوتُورَاً فَغَيرُ مُوَافِقِهْ
  وَلَمَّا نَزَلنَا سَاحَةَ البَونِ جَاءَنَا ... حَدِيثُك أنَّ العَزمَ عِيق لِعَائقِهْ(٢)
  فَنَكَّبتُ عن تلك الطريقِ وإنَّني ... ألُوفٌ لَهَا إلفَ النِّجَادِ لِعَاتِقِهْ(٣)
  صَبُورٌ إِذَا ضَجَّ الصَّبُورُ عن الوَغَى ... عَطُوفٌ عَلَى أعقَابِهَا فِي مَضَائِقِهْ(٤)
  بَصِيرٌ وَسَلْ يَا ابنَ الحُمَيدِ بِأمرِهَا ... عَبُورٌ عَلَى مُعلَنكِسِ المَوجِ دَافِقِهْ(٥)
  نَشأتُ بِهَا مُذْ بِضعَ عَشرَةَ حَجَّةٍ ... إِلَى اليَومِ كالهنديِّ صِينَ بِفَائِقِهْ
  أنا ابنُ مُعِيدِ الخَيلِ تَدمَى نُحُورُهَا ... بِسُمرِ القَنَا مِن سَائِلِ الطَّعنِ وَادِقِهْ
  إِذَا نَالَ لَمْ يَفرَح وإن نِيلَ لَمْ يُنَلْ ... فَأكرِمْ بِهِ من فَاتِقِ الخَطبِ رَاتِقِهْ
  [وأنشأ # هذه الأبيات القافية في ساعة من النهار في حلملم مع كثرة الإشتغال بالجند وبأهل المغارب وغيرهم، فاعتزل منهم في بيت ضيق مظلم، وأغلق عليه الباب، فكانوا يطرحون إليه # الحجج من أصداع الباب، فخرج وقد أنشأها](٦).
(١) اليلامق: جمع يَلْمَق وهو: القباء الفارسي.
(٢) البون: قاع فسيح يمتد من جنوب مدينة عمران إلى شوابة، ومساحته لا تقل عن ٦٠ كم تقريباً.
(٣) النجاد ككتاب: حمائل السيف.
(٤) ضجّ: جزع وغُلب.
(٥) المعلنكس: من اليبيس مَا كثر واجتمع، والمتراكم من الليل.
(٦) ما بين القوسين زيادة من مجموع الرسائل والأشعار.