السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[وفود القبائل من جهات المغرب]

صفحة 492 - الجزء 1

  الإمام # بني بطين بالرجوع إلى منازلهم ومكنهم منها، وكان قد حدث من خولان على بني برام روعة في الجبل، وذلك أنهم أنكروا منهم أشياء فطلعوا عليهم الدور ولزموا سطوحها، بغير أمر الإمام ولا مشورة له، فنهض في الحال وجمع خولان وتكلم معهم في ذلك، وخطأهم فيما فعلوه وقال: لا بد من تسليم رهائن من كل بطن منكم، فتبادروا بالرهائن فيما يجب عليهم واعترفوا بما لزمهم، وافترق الناس بعد صلاة المغرب، فلما أصبح حضرت خولان وسائر العسكر، وبنو بطين وبنو برام، وادعى بنو برام أن خولان استُجعِلُوا على ترويعهم، ولم يحضروا بينة، واستحلفهم القاضي اليمين البالغة ما كان ما حدث منهم لجعالة، وانتقل بنو برام إلى موضع لهم يقال له: الرهبة.

  ورأى الإمام # إيناسهم وتألفهم فيما حدث عليهم من خولان، فأمر الأمير عماد الدين يحيى بن حمزة بحصان أشقر من جياد الخيل لشيخهم علي بن حجاج فطابت نفوسهم وشكروا على ذلك، وظهر عند الخاص والعام قيام الإمام # بحكم الله وإنفاذه لما أوجبته الشريعة المطهرة.

[وفود القبائل من جهات المغرب]

  ووصلت القبائل من جهات المغرب سامعة طائعة، ووفد إليه نيف وسبعون رجلاً من الشرفاء السليمانيين ومواليهم، والمقدمون منهم: قاسم بن محمد بن غانم اليحيوي، وعيسى بن مرير السماحي، ويوسف بن علي العلوي، والحسن بن علي الجياشي، ومنصور بن سليمان اليحيوي، وقد كان وصل السيد يحيى بن علي في جماعة فيهم علي بن يحيى الشماحي.