[خروج إسماعيل إلى صنعاء والأحداث هنالك]
[خروج إسماعيل إلى صنعاء والأحداث هنالك]
  وجاءت الأخبار بأن السلطان إسماعيل في جمع الجنود والعساكر إلى صنعاء، وتقوية الرتب في تهامة وزبيد إلى حرض، وطلع في قدر ألف فارس، ومن الرجل في خلق كثير، وجعل طريقه على هجرة الجبجب ببكيل فأخربها، وهدم مساجدها، وتقدم إلى صنعاء فكان وصوله يوم الثلاثاء لأربع خلون من شهر جمادى الآخرة من سنة ست وتسعين، فأقام بها أياماً، ونهض إلى أثافت فحط بها خمسة أيام، واجتهد في تقريب أهلها وتوديتهم، فامتنعوا خوفاً من الإمام #، فلما يئس منهم أخرب القرية والمساجد التي بها، وأمر بكبس البركة ورمي الميتة فيها، واجتهد في ذلك، وفي عرض إقامتهم الغواير عليهم في الليل والنهار والقتل في أطرافهم، وعقر الجمال والخيل من بني صاع وأهل الظاهر، ونهض بعد ذلك إلى كوكبان، وقد كان السلطان عمرو بن علي بن حاتم جمع عسكراً كثيراً من حمير وغيرهم من رتب الحصون، وتقدم إليه الأمير صفي الدين محمد بن إبراهيم في عسكر كثير من جهة ثلا وغيره، وكانت محطتهم في موضع يسمى اللظية(١)، ورتب العسكر للقتال، وجعل لكل منهم جهة وأنفق المال، ووصل إسماعيل بجنده ووقع القتال، والجراحات الكثير ولم يثبت العرب لقتالهم فحقت الهزيمة فيهم، وتفرق الناس من المحطة، وراح السلطان عمرو بن علي إلى حصن بكر(٢)، وطلع إسماعيل فحط على كوكبان يوم الجمعة السادس من رجب، ونصبت المنجنيقات، ورموا بها فلم تصنع شيئاً، ولا اضطر منها أهل الحصن، فصنعوا برجاً عالياً من صروف وأخشاب، وجعلوه قاهراً للحصن، ونقلوا له أبواب شبام وأخشابها وأبواب المسجد
(١) اللظية: موضع قريب من جبل ضِلَع.
(٢) بُكُر - بضم الباء والكاف -: حصن يحاذي جبل كوكبان.