السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[تفرق المحطة المنصورية وكتاب الإمام إليهم]

صفحة 508 - الجزء 1

  الجامع، وجعلوه إصطبلاً للخيل والدواب والجمال، وجعلوا هذا البرج على عَجَل، وسَيَّروه حتى وصل قريباً من الخندق، ووقع عند أهل الحصن خوف عظيم ورعب شديد، وكانت عندهم عرادة قد أعدوها لوقت القتال، فرموا ذلك البرج بها فكسروه، وبطل عملهم فيه واستدوا بعد ذلك.

[تفرق المحطة المنصورية وكتاب الإمام إليهم]

  ووصل إلى الإمام # إلى حجة السلاطين مسعود بن علي بن حاتم، وعمران بن مدرك، وعلوان بن بشر، يطلبون منه النهوض بالجند، وإثارة الغور، وقطع مواد المحطة على كوكبان، وخراب البلاد على إسماعيل، وكان الجند في الذنائب وقد اختلت أمورهم، فمنهم من يريد المراح إلى جهة الشام، ومنهم من يريد إلى إسماعيل، وكان وردسار قد صار في المحالب وهم يريدون التقدم إليه، ومنهم من يريد الإقامة، فلما وصل السلاطين المذكورون وقع عند الجند أنهم وصلوا بأموال جليلة، وكتب إليهم الإمام # يأمرهم بالنهوض فطلبوا المال وجعلوه عذراً لهم، وما وصل السلاطين إلى الإمام بدرهم فرد، فكان ذلك سبب تفرقهم، فعدا منهم نيف وخمسون فارساً أكثرها من خيل الإمام فكتب إليهم هذا الكتاب:

  

  أما بعد، فإنكم رأيتم رأياً لا تحمد عاقبته في الدنيا والآخرة، من أنكم تأخرتم في وقت لو أسأنا إليكم كل إساءة ما حسن منكم التأخر، وقد ظن الخاص والعام أن ذلك جبن منكم من لقاء العدو، فالحرب سجال، وقد تركناكم أنفق من صرف دينار بدراهم، ولكن علم الله لو جرى علينا غلب - والعياذ بالله - لا رأيتم خيراً حيث أنتم، ولتهلكون دفعة واحدة، ويحكم لا تحبسوا أنفسكم في