السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[تفرق المحطة المنصورية وكتاب الإمام إليهم]

صفحة 509 - الجزء 1

  حق المكابرة، بخسارة الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد، فارجعوا من قريب قبل أن تضعضع حالكم وأنتم تنظرون، أولئك يعدونكم ويمنونكم ويقولون: إنا نفعل لكم ونصنع، إنما يعدونكم ليفرقوا شملكم، وأمرنا بالله إن نصرنا فلا خاذل لنا، وإن خذلنا فمن ذا الذي ينصرنا من بعده، فلا تشمتوا عدوكم فإنها خدعة الصبي عن اللبن.

  والذي يُقسم به عبدُ الله لو غلبنا إسماعيل لتتأخرن إلى منوع بلادنا وبين عشائرنا، وليأخذنكم أخذ الضبع الرابضة في وجارها، حتى تُجَرَّ برجلها، وتُذبحَ على باب جحرها، اللهم اشهد عليهم، وكفى بالله شهيداً بيني وبينكم، ما لي آخذ بحجزكم من النار وأنتم تهافتون فيها تهافت الفراش، يا راجعاً من البحر، يا هارباً بالليل، يا من أتيت وأنت في الاعتقال، أما الآجال فلست قادراً على ردها، ولكني أعززتكم حتى صار من يموت منكم يموت بين الصفين على ظهر فرسه، ومن مات من غيركم جروه مجر الشاة حتى يذبحوه أو يعلقوه، ولقد حصل لكم هذا الشرف أن نفاعتكم جاءت على يدي قاتل سيف الدين، وأنت تعلم يا شجاع أنا امتنعنا من مكاتبة مبارز أبيك حتى شاورناك، لأنه قتل سيف الدين، صرت أنا عدوكم ووردسار صديقكم، وتلك الأيام نداولها بين الناس، وأمر العدو دون ما في نفوسكم، فخذوا نصيبكم من الأجر والفخر، ولا تغدوا نسياً منسيّاً، والله المستعان.