ذكر طرف من مناقبه وأحواله #
ذكر طرف من مناقبه وأحواله #
  هذا باب لا سبيل إلى استقصائه، وإنما نذكر اليسير ففيه كفاية ومقنع لمن قلت خبرته به # وإلا فأحواله ظاهرة وبدور شرفه باهرة.
  نشأ # من صغره على أشرف طريقة، وأزكى حالة، لم يعرف له شغل في حال صباه باللعب، ولا ميل إلى اللهو والطرب.
تربيته ومنشأه #(١)
  فإنه تربى في حجور الطاهرات، ونشأ مقتدياً بالأخيار من الآباء والأمهات، لم يَسمع من حال صغره إلى منتهى إدراكه من ينطق بقبيح، ولا يلفظ بفحش، ولا يتعود عادة ذميمة، ولا يصغي إلى لهو، ولا يغفل عن أداء فريضة، فسلك منهاج آبائه، ونشأ على العفة والطهارة من ابتدائه إلى انتهائه.
  ولقد قال # في بعض المواقف: والله إني لا أعرف من بيني وبين جدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله ووصيه علي بن أبي طالب # من الآباء والأمهات والجدود والجدات - ولو شئت لعددتهم وسميتهم واحداً واحداً - فما أعرف منهم إلا ولياً لله زكياً، طاهراً نقياً، أو مؤمنة ولية، نقية الجنب من الأدناس والريب، ممن قد ¥ وأرضاه.
  وروي عن الشريف إبراهيم بن يحيى الحمزي، قال: ما عرفت من عبد الله بن حمزة اشتغالاً في حال صغره بشيء من اللعب كسائر الصبيان.
(١) هذا الفصل من الدر المنثور.