[كتاب الإمام (ع) إلى وردسار ومن معه في المحالب يدعوهم إلى الطاعة]
  
  من عبد الله، المنصور بالله، أمير المؤمنين، إلى كافة الأمراء والأجناد المرابطين بتهامة، سلام عليكم.
  فإنا نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، حمداً يقتضي المزيد من آلائه، ويضاعف الشكر على نعمائه، وصلى الله على نبي الرحمة، وسراج الظلمة، وآله الطاهرين الأئمة.
  أما بعد: فلو علمتم ما أنتم فيه لضاقت عليكم الأرض برحبها، وفررتم من عظيم خطبها؛ وذلك أنكم أمسيتم حرباً لعترة نبيكم ÷ سفن نجاتكم، وأدلتكم إلى الخير، ونهاتكم عن الشر، فهل علمتم أحداً قبلكم حارب دليله، وعادى نصيحه، وكيف يهناكم عيش إلا مع غفلة الشكر، وعمى الاغترار، ورسول الله ÷ يقول: «حرمت الجنة على من أبغض أهل بيتي، وعلى من حاربهم، وعلى المعين عليهم، أولئك لا خلاق لهم في الدنيا، ولا يكلمهم الله يوم القيمة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم»، وقال رسول الله ÷: «من كان في قلبه مثقال حبة من خردل عداوة لي ولأهل بيتي لم يرح رائحة الجنة»، فكيف بكم وقد أمسيتم وأصبحتم لا هَمَّ لكم إلا حرب الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر عترة نبيكم، فأي سماء تظلكم، وأي أرض تقلكم، قد أصبحتم على هذه الحال، فو أيم الله لو أن محمداً ÷ خلف بهيمة لتقاصف الخلق على شعرها وبشرها، يتمسحون بها ويتبركون بأثرها، فكيف وقد خلف ذرية كريمة يقضون