السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[كتاب الإمام (ع) إلى وردسار ومن معه في المحالب يدعوهم إلى الطاعة]

صفحة 513 - الجزء 1

  راجلنا، وكسوا عارينا، وأمنوا خائفنا، ونحن اليوم نسير أحد عشر يوماً طولاً في ثمانية أيام عرضاً يبيت الواحد منا ناحية، وفرسه ناحية، وسلاحه ناحية، ما يرتفع علينا صوت ولا نخاف أحداً، والمواضع التي تعرف كان يحوزها حي سيف الإسلام والصوت عليه والسلاح، فصار يسير الواحد منا وحده لا يعرضه أحد بشر، فقد أطعمنا الله من جوع وأمننا من خوف.

  وأما ما ذكرت من إطلاق السلطان ليدك في الأموال، فمال الله أكثر من مال السلطان، وقد أطلق أمير المؤمنين يدي فيه وخزائن الله لا تنفد.

  وأما قولك من شأن الطوق والسلفسار، فما عند الله خير للأبرار، ولعل الخبر قد بلغك أنا أعطينا من عطايا أمير المؤمنين أقل شيء منها ما هو أجل مما ذكرت، وإن كنت لم تذكر إلا جيداً لو كان بنا إلى ما ذكرت حاجة.

  وأما الفسح فلا يكون إلا لمالك، ولا مالك لنا اليوم إلا أمير المؤمنين، وقد خرجنا من البحر كما تعلم من غير فسح، وفعلنا فعل من لا يخاف العقوبة.

  وأما ما فعلت لشمس الدين وفخر الدين، فلا تفعل إلا ما أنت أهله وأنت عليه مشكور، ولو كان لوجه الله أو في سبيل الله لكنت عليه مأجوراً، ولكنهما ممن بايع أمير المؤمنين، ونقض الأيمان بعد توكيدها لإمام الهدى، فما ينفعهما شيء بعد ذلك حتى يتوبا إلى الله تعالى، فاعلموا ذلك، والسلام.

[كتاب الإمام (ع) إلى وردسار ومن معه في المحالب يدعوهم إلى الطاعة]

  ثم كتب # إلى وردسار والأجناد الذين معه بالمحالب منه هذا الكتاب؛ دعوة إليهم: