السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدة الإمام # في التهنئة بخلاص بشر بن حاتم من الأسر]

صفحة 524 - الجزء 1

  وكان يريد الهدنة والمحملة يصلح بينه وبين أهل ثلا مدة، فصالحوه بعد مشورة الإمام # سنة، واقترح عليهم خروج الأمير عماد الدين من الحصن فلم يساعدوه فقبل منهم من غير مشاحة، وراح السلطان هلدري من المحطة من ذمرمر بعد نفاذ الصلح إلى الظاهر.

[قصيدة الإمام # في التهنئة بخلاص بشر بن حاتم من الأسر]

  ووصل السلطان بشر بن حاتم إلى ذمرمر فأنشأ # هذا الشعر تهنئة للسلطان بشر بن حاتم بالخلاص والسلامة من العدو:

  آبَت لِأوبَتِكَ العَليَاءُ والظَّفَرُ ... إِلَى مَنَازِلِنَا والشَّمسُ والقَمَرُ

  يَا أَيُّهَا المَلْكُ مِن يَامٍ ومَن شَهِدَتْ ... بِفَضلِ هِمَّتِهِ الأعَدَا ومَا شَعَرُوا⁣(⁣١)

  أنت الذِي حَالَفَتنَا بَعدَ غَيبَتِهِ الـ ... ـأحزَانُ والوَجْدُ والتَّهْمَامُ والسَّهَرُ

  أَسْأَرْتَ مَا لَمْ تَكُن تَدرِي بِمَوقِعِهِ ... مِنِّي وإن مَانَ أقوامٌ وإن هَجَرُوا

  إن كَانَ للمجدِ أعضاءٌ مُسَوَّمَةٌ ... فأنتَ لَا شَكَّ منهَا السَّمْعُ والبَصَرُ

  يَا رَاكِبَ الخَطَرِ المَخشِيِّ جَانِبُهُ ... أليسَ يَكْبُرُ فِي حَوبَائِكَ الخَطَرُ⁣(⁣٢)

  أَلزَمتَ نَفسَكَ تَصغِيرَ الكَبِيرِ وتَيـ ... ـسيرَ العَسِيرِ أَهذَا يفعَلُ البَشَرُ

  يَا غَادِرَاً بِأبِي البَسَّامِ مُتَّخِذَاً ... عُذْرَاً لَقد فَضَحَت أفَعَالَكَ الغِدَرُ

  طَلبتَ مَا لَا يُسَاوِي شِسعَهُ شَرَفَاً ... مَا كَوكَبَانٌ لَه عِدلٌ ولا بُكُرُ

  ولَا المَدَائِنُ والأملاَكُ تَعدِلُهُ ... ولَا الحُصُونُ أَعِدْلُ الجَوهَرِ الحَجَرُ؟!

  أَرخَصتَ مَا لَم تَكُن تَدرِي بِقِيمَتِهِ ... وأرخصُ البِيعِ بَيعٌ نَالَهُ غَرَرُ


(١) يام: قبيلة من همدان، نسبتهم إلى يام بن أصبى بن دافع بن مالك.

(٢) الحوباء: النفس.