[قصيدة الإمام # في التهنئة بخلاص بشر بن حاتم من الأسر]
  فَلَو عَلِمنَا بِإرخَاص الثَّمِين لَمَا ... تَنَاوَلَ الخُبْرَ من مكنونِنَا الخَبَرُ
  فَيَا مُغِذَّاً عَلَى وَجنَاءَ نَاجِيَةٍ ... مِن آلِ شَدقَمَ مَوْحِيٌّ لَهَا السَّفَرُ
  بَلِّغ أبَا حَسَنٍ عَنِّي وأسرَتَهُ ... وآلَهُ فَهُمُ الوَضَّاحَةُ الغُرَرُ
  وقُلْ لِيَهنِكُمُ أنْ آبَ واحدُكُم ... وكلُّ كَسْرٍ سوى بِشْرٍ سَيَنْجَبِرُ
  يَا مُقلَةَ الدَّهرِ دُمْتِ الدَّهرَ نَائِمَةً ... أمثلُ بِشرٍ يَوافِينَا بِهِ القَدَرُ
  إن الإسارَ سرارٌ للهلاَلِ وَقَدْ ... يَعُودُ بعد السِّرَارِ البَاهِرِ القَمَرُ(١)
  يَا عُظمَ مَا فَعَلَ الأعدا و مَا عَمِلُوا ... وأَيَّ لَيثٍ ومَا طَاحَ القَنَا أسَرُوا
  هَلَّا غَدَاةَ العُويرَا والجَوَادُ لَهُ ... حِصنٌ ومَاضِي الضُّبا من خوفهِم وَزَرُ
  والخَيلُ تَمضِي شُعَاعَاً من مَخَافَتِهِ ... وفِي طِوَالِ القَنَا من نَيلِهِ قِصَرُ
  فَانْعَمْ أبَا حَسَنٍ فِي المُلكِ مُفتَرِشَاً ... نَمَارِقَ العِزِّ مَهمَا أَوْرَقَ الشَّجَرُ
  وكُن على حَذَرٍ مِمَّن تُعَاشِرُهُ ... فَأحسنُ الحِبَرِ الملبوسَةِ الحَذَرُ
  فأنتَ أكملُ مَلْكٍ قَد عَلِمتُ بِهِ ... وأعلَمُ النَّاسِ مَا يَأتِي ومَا يَذَرُ
  إنَّ الذِّيَابَ قد اخْضَرَّتْ بَرَاثِنُهَا ... وليسَ يُؤْمَنُ ذِئبٌ مَسَّهُ ضَرَرُ(٢)
  وَصَاحَ من كُلِّ نَجدٍ صَائِحٌ بِهِمُ ... ففِي قُلُوبِهِمُ التَّخوَافُ والحَذَرُ
  وَرُبَّ هَيجَاءَ خَيرٌ مِن مُوَادَعَةٍ ... ورُبَّ سِلْمٍ هو السُّمُّ الذي ذَكَرُوا
  وهذِهِ الجُردُ تُردِي فِي أَعِنَّتِهَا ... عِندِي وسُمْرُ رِمَاح الخط تَشْتَجِرُ
  وَالبِيضُ مَطرُورَةُ الأطرَافِ بَاتِكَةٌ ... والأُسدُ تَخْطُرُ فِي أعيَانِهَا خَزَرُ
(١) السرار: آخر ليلة من الشهر إذا كان تسعاً وعشرين فسراره ثامن وعشرون، وإذا كان ثلاثين فسراره تسع وعشرون. والذي في الديوان: إن السرار إسار للهلال.
(٢) البراثن من السباع والطير بمنزلة الأصابع فِي الانسان.