السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[كتب الإمام (ع) إلى أهل الجنات]

صفحة 528 - الجزء 1

  يسمى جحدان -، والسلطان هلدري بقرية حوث في الجند، فلما علم أهل الجنات بتقدم الرهائن إلى جهة الظاهر وصل منهم جماعة، وكانوا قد امتنعوا من تسليم الواجبات إلى ثلا والمحطة على كوكبان، وكانوا أكثر الناس فساداً، وأشدهم اجتهاداً ورغبة في تقوية الغز، فكانوا يمرون إلى المحطة بالطعام والغنم والدقيق الكثير في الليل والنهار، وكان أعظمهم اجتهاداً شيخهم منصور بن عمرو فإنه كان شديد الحرص في أمر إسماعيل ومحبة الغز، فما كان إلا مدة يسيرة حتى انتقمه الله تعالى فجذُمَ، وقتل بأمر شهاب، ومضى إلى غير رحمة الله.

  فكتب الإمام # مع الجماعة الذين وصلوا منهم هذا الكتاب:

  

  من عبد الله، المنصور بالله، أمير المؤمنين، سلام عليكم.

  فإنا نحمد الله إليكم، أما بعد:

  فإن {اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ١١}⁣[الرعد: ١١]، وإن السعيد من وعظ بغيره، وقد علمتم الإقالة التي أقلناكم بعد بلوغ العثرة نهايتها، والنكثة غايتها، وسروح سباع العرب إليكم فاغرة أفواهها، قالصة شفاهها، قد حددت لافتراسكم أنيابها، وقلصت للوثبة عليكم أثوابها، فلما كان ذلك كذلك بسطنا عليكم جناح الرحمة، وألحفنا عليكم كنف الشفقة، فألحقنا المتخلف عنكم بسربه، وأوصلنا الراتع منكم إلى نمير شربه، وأسغنا غصة المغصوص، واستوفزنا ريش المقصوص؛ طلباً لغرس شجر الإحسان، في منابت المروءة والإيمان، فلما هدرت شقاشق الضلال، وظهرت ذرية النار، وحزب الشيطان، وجنود الطغيان، الذين هدموا المساجد، وأخافوا الساجدين والسواجد، وأمنوا الفاسدين والفواسد، وقد كنا قدمنا إليكم من الكلام ما يذكره أهل