السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

خروج إسماعيل إلى صنعاء والأحداث

صفحة 529 - الجزء 1

  الحفظ منكم إن كنتم حافظين، وما في بعضه بلاغ لقوم عابدين، رفعتم رؤوسكم مستبشرين، ولثياب العناد مستسعرين، ونسيتم الأمر المتقدم، وما في أعناقكم من الصنائع المنسية عندكم، والأيادي المنكرة لديكم، وأنتم فانظروا لأنفسكم نظراً يخلصكم من عهدة ما في رقابكم لله سبحانه ولولد نبيكم، {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ١٠}⁣[الفتح: ١٠]، وقد وصلنا إلينا منكم سالم بن عمرو، ونزار بن أبي سعيد، وحققنا لهما من الكلام ما يحققان لكم، فإن عملتم بذلك مهدتم لأنفسكم، ووطأتم لحياتكم، وإن بغيتم بما أنتم فيه بدلاً، فبئس للظالمين بدلاً، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ٢٢٧}⁣[الشعراء: ٢٢٧]، {وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ ٤٢}⁣[الرعد: ٤٢]، ولولا رجاؤنا لصلاحكم، ورجوعكم إلى رشدكم، ومعذرة إلى ربكم، لما كتبنا إليكم، فانظروا لأنفسكم، والسلام على من اتبع الهدى، وتجنب مسالك الردى.

  وصلى الله على محمد وآله وسلم

  فتثاقلوا عن حمل الطعام الذي قد صار عندهم أياماً رجاء استظهار الغز، ولم يخشوا على رهائنهم رهقاً ولا خوفاً، وأمنوا من جانب الإمام #، وأنه لا يأتي منه إلى الرهائن سوء؛ فجدد إليهم هذا الكتاب:

  

  إلى كافة المشايخ الفضليين، سلام عليكم، فإنا نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد:

  فإنكم تعلمون أنا أقلناكم العثرة، وعفونا عن عظيم الزلة، وتجاوزنا عن الخطيئة، فلم تعصمكم قوة، ولا منعتكم قدرة، وبلغنا مع ذلك أنكم مستثقلون لأيام الحق،