السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

خروج إسماعيل إلى صنعاء والأحداث

صفحة 530 - الجزء 1

  مستطيلون لمدة الخير، فيا عجباً كل العجب من خير مكروه، وشر محبوب، وقد أصبحتم اليوم في غفلة من أمركم، وضلال عن رشدكم، وقد علمتم الكلام بيننا وبينكم، وما انبرم من العقود، وتأكد من العهود، فإن وفيتم بما ألزمتم نفوسكم فانهضوا بالطعام إلى ثلا عند وصول كتابنا هذا، وإن كرهتم فاعلموا أن كل عقد لبعضكم أو لكلكم بعلامة منقوض، نَقَضَهُ فعلكم، وأذنوا بحرب من الله ورسوله، إن الله لا يحب الخائنين، ولا والذي في السماء ملكه، وفي الأرض سلطانه، لإن خنتم عهدكم، ونقضتم أيمانكم، وأمكننا الله منكم، لنجعلنكم عبرة للسائلين، وآية للناظرين، ولنصبحنكم صباحاً يذكركم صباح ثمود ويزيركم أرباب اللحود، يجترف الطارف والتالد، وينسي الولد الوالد، فإذا قرأتم هذا الكتاب فما بقي لكم علينا حجة، فاختاروا لأنفسكم أصلح الأمور، والسلام على من اتبع الهدى.

  ووصلت كتب من الشيخين الأجلين عز الدين عزان بن سعد، وظهير الدين مفضل بن منصور بن أبي رزاح يحكيان جمعهما لقبائل مذحج وسائر أهل بلادهما، والمحطة على كوكبان، فأغارا في حقل ذمار وقتلا قوماً ممن هو مظاهر للعدو، وتغنموا أموالاً جليلة، وقطعوا المادة من اليمن، وحطوا بدار الضيف، وكانوا يريدون أخذ ذمار فوافق ذلك طلوع وردسار من تهامة في الجند الذين كانوا معه في المحالب، لما علموا بطلوع جند الإمام # من الذنائب، وأمنوا في نهج تهامة، فمالا بعسكرهما إلى شق بلادهما بعد الاستظهار على بلاد أعداء الله، وذكرا إقبال الناس وحسن طاعتهم وانقيادهم لأمر الله وأمره # في تلك الجهات.