[قصيدة الإمام (ع) إلى خولان يحثهم على الجهاد]
  وفِي مَبْيَنٍ كُنتُم كِرَامَاً أَعِزَّةً ... فَأَكرِم بِحَيٍّ لا يُرَدُّ يَمَانِي(١)
  فَهِبُّوا إلَى نَصرِ الإمامِ وشَمِّرُوا ... لِحُورٍ حِسَانٍ فِي مَقَامِ جِنَان
  فأنتُم بَنُو الحَربِ العَوَانِ ومنكُمُ ... تَعَلَّمَ أهلُ الحرب كلَّ عَوَان
  هَبُوا لِيَ عُشْرَ العُشْرِ من سَرَوَاتِكُمْ ... وَشِيكَاً فَمَا نَيلُ العلى بتَوَان
  فلَو كُنتُ أرجُو نُصْرَةً من سِوَاكُمُ ... مَعَ اللهِ نَادَينَا بِكُلِّ لِسَان
  أيُعْجِبُ إسْمَاعِيلَ عِظمُ جُنُودِهِ ... وأنتُم جُنُودِي والزَّمَانُ زَمَانِي
  وقد ضَمَّ من أرذَالِ كُلِّ قَبِيلَةٍ ... نُفَاضَةَ جَيشٍ ليس بالمُتَدَانِي(٢)
  فَكَيفَ إذَا رَاقَت إليَّ جُمُوعُكُمْ ... كَسِيلٍ تَهَادَى مِن رُؤوسِ رُعَانِ(٣)
  ومَاذَا يَرُدُّ السَّيلَ عن مُستَقَرِّهِ ... وَهَل لَهُمُ يَومَاً بذَاكَ يَدَان
  وقد صَارَ فِي أُحبُولَةٍ لا نَجَا لَهُ ... كَبَاسِطِ كَفٍّ غَيرِ ذَاتِ بَنَانِ(٤)
  يُخَوِّفُنِي والسَّيفُ بَينِي وَبَينَهُ ... ومَا صَارِمِي يَومَ الوَغَى بِدَدَانِ(٥)
  فقلتُ رُوَيدَ الحربُ تُنبِيكَ بِاسْمِهَا ... وتَأتِيكَ خَولاَنٌ يدِي وَسِنَانِي
  ودِرعِي إذَا خَفَّ الجَبَانُ وصَارِمِي ... وتُرسِي ونَبلِى دُونَ كُلِّ يَمَانِي
  فَجَلُّوا سَوَادَ الوَجهِ منِي بِغَارَةٍ ... على الفَورِ لَا يَشغلْكُمُ المَلَوَانِ(٦)
  فكم غمةٍ فرجتموها ونَجْدَةٍ ... حَوَيْتُمْ بِضَرْبٍ صَادِقٍ وطِعَان
  وكَمْ حَملَةٍ يَا حَيَّ خَولاَنَ شَيَّدَتْ ... عُلاَكُم عَلَى العَيُّوقِ والسَّرَطَان
(١) ناحية من حجة بها قبر الأمير حمزة بن سليمان والد الإمام المنصور بالله #.
(٢) النفاضة: أي من لا يبالى بهم وليس لهم خطر.
(٣) الرعن: الانف العظيم من الجبل تراه متقدماً، وجمعه أرعان ورعون.
(٤) الأحبولة: المصيدة.
(٥) الددان من السيوف: الكهام الكال الحد.
(٦) الملوان: الليل والنهار.