السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[كتاب الإمام (ع) إلى الأمير قتادة]

صفحة 535 - الجزء 1

  كَحَرِيقِ الثُّمَامِ هَاجَتْهُ رِيحٌ ... حَرجَفٌ فِي المَصِيفِ بَعدَ هَزِيعِ⁣(⁣١)

  مَن يُقَارِبْ حَرِيقَهَا يَنثنِي عَنـ ... ـهَا بِوَجهٍ مَن حَرِّهَا مَسْفُوع

  أو تَجُوزُ الجِيَادُ ثَانِي سَهَامٍ ... كَالسَّعَالَى مُحْنَيَّاتِ الضُّلُوعِ⁣(⁣٢)

  تَتَبَارَى بالصِّيدِ من آلِ يَاسيِـ ... ـنَ المَساعِيرِ غَوثِ كُلِّ مَرُوع

  هل أراهَا مُغِيرَةً كَبُغَاثِ الطَّـ ... ـيرِ تُردِي بِكُلِّ لَيثٍ مَنِيعِ⁣(⁣٣)

  حَسَنِيٌّ تُنمَى إلَى حَسَنٍ فَر ... عَيهِ كالبدرِ التَّمِّ عند الطُلُوع

  غَصَبَ الناسُ حَقَّكُم فَاطلبُوهُ ... بالمَوَاضِي فَهُنَّ خَيرُ شَفِيع

  فَشَنَنَّا المَغَارَ فِي كُلِّ أَرضٍ ... ورَفعنَا المَنَارَ فِي كُلِّ رِيع

  والمَواضِي عصِيُّنَاً ورِمَاحُ الـ ... خَطِّ فِيهِم فَكم لَهَا من صَرِيع

  وقِرَاعٍ لَنَا بِبَابَي آزَالٍ ... صَيَّرَ الكَهلَ مِنهُمُ كَالرَّضِيع

  فَتَحُوا بَابَهَا لِيحمُوا حِمَاهَا ... ثُمَّ رَدُّوهُ فِي زحامٍ شَنِيع

  فَاغْنَمُوا فُرصةَ العَدُوِّ فَقَدْ آ ... ذَنَ مُلكُ الطُّغَاةِ بِالتَّوْدِيع

  فلَعَمرِي مَا أغفلَ الضِّدَّ عَنكُم ... غَيرُ طَعنٍ شَزرٍ وضَربٍ قَطُوع

  وَلَقد ضَلَّ عَنكُمُ كُلُّ رَأيٍ ... ومَرَامٍ وضَاقَ كُلُّ وَسَيِع

[كتاب الإمام (ع) إلى الأمير قتادة]

  ولما دنا الموسم أمر بإنشاء كتاب إلى الأمير أبي عزيز قتادة بن إدريس، وكتب في آخره بخط يده:


(١) الثمام كغراب: نوع من الشجر. الحرجف كجعفر: الريح الباردة الشديدة الهبوب.

(٢) ثاني أي مثاني سهام: أي معاطف وادي سهام: وهو واد مشهور في تهامة. والسعالى جمع السِّعلاء والسعلاة: وهي الغول أو ساحرة الجن.

(٣) بغاث الطير: شرارها.