خروج إسماعيل إلى صنعاء والأحداث
  وَفِيهِمُ مَقْرُبَاتٌ غَيرُ مُقْرَفَةٍ ... تُرْدِي بِكُلِّ طَويلِ البَاعِ مُنْجَرِدِ(١)
  شُمِّ الأنُوفِ إذَا مَا نُوسِبُوا انتَسَبُوا ... إلَى الجَحاجِحِ من نَضْرٍ ومن أُدَد
  عَلَيهِمُ كُلُّ جَدلَاءٍ مُضَاعَفَةٍ ... مِن نَسجِ داوودَ مثلِ النَّهْيِ مُطَّرِد
  وَلَستُ أنسَى حُسينَاً فِي الدُّعَاءِ لَهَا ... وكَيفَ أنسى إذَا جَدَّ المِصَاعُ يَدِي(٢)
  بِيضُ الوُجُوهِ بَهَالِيلٌ لُبُوسُهُمُ ... إِلَى المَلاَحِمِ قُمصَانٌ من الزَّرَد
  يَنمِيهِمُ خَيرُ مَن قَامَت بِهِ قَدَمٌ ... مِن آلِ أحمد أعلى من هدَى وهُدِي
  منهُم إمامُ الهُدَى زَيدٌ وشَافِعُهُ ... أخُوهُ بَاقِرُ علمِ اللهِ ذِي الرَّشَد
  وجَعفرُ الصَّادِقُ المَصدُوقُ مَن شَهِدَتْ ... بِفَضلِهِ مِلَلُ الإسلام عن ضَمَدِ(٣)
  وَسِبطُ زَيدِ الذي بالجوزَجَانِ ثَوَى ... وَلَو سُئِلْنا فَدَاهُ بالنُّفُوسِ فُدِي(٤)
  أَئِمَّةٌ أَوجَبَ الرَّحمَنَ طَاعَتَهُمْ ... فَمن تَنَكَّبَ عَنهم فِي السّبِيلِ رَدِي
  بَنِي النَّبِي أجِيبُوا من غَدَى لَكُمُ ... أَبَرَّ من والِدٍ برٍّ على وَلَد
  مَا زَالَ مُجتَهِدَاً فِي رَدِّ مُلكِكِمُ ... ومُلْبِسُ الضِّدِّ ثَوبَ الوَجْدِ والكَمَد
  أَفِي التَّحِيَّةِ يُمسِي الحَقُّ ذَا أوَدٍ ... وبِيضُكُم مُثْبِتَاتٌ كُلَّ ذِي أَوَدِ(٥)
  أفِي المرؤة أرجو غيرَكم وزرَاً ... وأنتُمُ خَيرُ مَرجُوٍ ومُعْتَمَد
  أفِي الحَمِيَّةِ ألقى الجَيشَ مُنفَرِداً ... ولَا مُوَازِرَ غَيرَ الصَّارمِ الفَرَد
(١) المقرب من الخيل: الذي يدنى ويكرم. والمقرف من الخيل: الهجين: وهو الذي أمه عربيه وأبوه ليس كذلك، وقيل العكس.
(٢) المِصاع بكسر الميم: المجالدة والمضاربة والمقاتلة بالسيوف.
(٣) الضمد: الغابر في الحق عن معقلة ودين.
(٤) يعني الإمام الشهيد يحيى بن زيد.
(٥) الأود: الإعوجاج.