[قصيدة مع الكتاب السابق إلى الأمير قتادة وكافة بني الحسن]
  قَالُوا الوَصِيُّ رُبَاعيٌّ فقلتُ لَهُمْ ... ثَانِي الرَّسُولِ بِلَا مَيْنٍ ولا فَنَدِ(١)
  حَاسَيتُهُم فِي آزالٍ كَأسَ حَتفِهِمُ ... وفِي ذَمَارَ ورَدْتُ المَوتَ فِي كَبَد
  فَلَم تُشِنْكُمْ مَقَامَاتِي وَلَا صَدَرَتْ ... سُمْرِي ظِمَاءً من الأحشَاءِ والكَبَد
  حَتَّى تَركتُ على الأعوَادِ ذِكرَكُمُ ... بَادٍ على رَغْمِ أهلِ البَغْيِ والحَسَد
  زِمُّوا المَطِيَّ وقُودُوا كُلَّ سَابِحَةٍ ... مِثلَ السَّحُوقِ تُبَارِي الرِّيحَ فِي الجَدَدِ(٢)
  فَإرثُكُم حَازَهُ الأقوَامُ دُونَكُمُ ... وَطَالِبُ الحَقِّ يسَعَى غَيرَ مُتَّئِدِ(٣)
  أنتُم سَنَامُ بَنِي الزَّهرَاءِ فَاطِمَةٍ ... وصِيدُ فهرٍ وأهلُ المَجد والعَدَد
  وقَائِلٍ قَالَ لِي والحربُ قَائِمَةٌ ... والخَيلُ يَغسلُهَا مُثْعَنْجِرُ النَّجَدِ(٤)
  وللخمِيسَينِ أصوَاتٌ وغَمغَمَةٌ ... والضَّربُ في البِيضِ يَحكي حاصِبَ البَرَد
  وقَد نَضَوتُ رَهِيفَ الحدِّ مُعتَمِدَاً ... قَلبَ الكَتِيبَةِ لَا ألوي على أَحَد
  رِفقَاً بِنَفسكَ إن المَوتَ مَورِدُهُ ... صَعبٌ فإن كُنتَ تَهوَى وِرْدَهُ فَرِد
  فَقُلتُ والخَيلُ خَلفِي إنَّ لِي أجلاً ... إِذَا بَلغنَاهُ لَمْ يَنْقُصْ وَلَمْ يَزِد
  وَهَل فَتَىً من عَلِيٍّ أصلُ نِسبَتِهِ ... يَمشِي إلَى الموتِ كالمشدُودِ بالصَّفَد
  مَالِي أرى حَسَناً قَومِي مُخَيِّمَةً ... عَنِّي مُعَذِّرَةً بِالمَالِ والوَلَد
(١) رباعي: أي رابع الخلفاء. والمين: الكذب. والفَنَد بالتحريكِ: الخَرَفُ، وإِنْكارُ العَقْلِ لِهَرَمٍ أو مَرَضٍ، والخَطأُ في القولِ والرَّأي والكذب.
(٢) الزم: الشد. السحوق من النخل والأتن والحمر: الطويلة. وتباري: أي تسابق. والجدد: الأرض الصلبة.
(٣) المتئد: المتأني.
(٤) المثعنجر: السائل من ماء أو دمع. والنجد: العرق الناتج من عمل أو كرب أو غيره.