السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

غزوة نجران الثانية وأحداث أخرى متفرقة

صفحة 554 - الجزء 1

  وقاد جردَاً إلى نجران ساهمةً ... تُردِي بأُسدٍ حماةٍ غيلها الزَّرَدُ

  قُبَّاً تبارى بفرسان الصباح إلى الـ ... ـعدى كنافر صيد شله الطَّرَدُ

  فحين أن ركعت بيض الصوارم في ... قوم الصعيب وفي أحلافه سَجَدُوا

  فما انثنت ومن الأعداء إذ قتلت ... حيٌّ يُصاحب فيه روحَه الجَسَدُ

  فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم ... لم يبق لا سَبَدٌ فيها ولا لَبَدُ⁣(⁣١)

  تيقن الناس لما أن أظلهم ... عدل ابن حمزة طرًّا أنهم سَعِدُوا

  فأصبح الخلق في أمن وفي دعة ... في دولة غضةٍ أثوابُها جُدَدُ

  أين السحائب من جدوى أنامله ... هيهات أم أين من إقدامه الأَسَدُ

  يعطي ابتداء فلا مَنٌّ يُكدر ما ... يعطي العُفاةَ ولا مطلٌ إذا يَعِدُ⁣(⁣٢)

  من معشر هم هداةُ الحق إن ذكروا ... وسادةُ الناس إن غابوا وإن شَهِدُوا

  لا زال في خفض عيش لا انقضاء له ... وظلِّ عزٍّ مديدٍ ما له أَمَدُ

  ولا عَفَتْ من يدا معروفِهِ بَلَدٌ ... ولا خَلَت من عطايا الكفِّ منه يَدُ

  وله أيضًا هذه الأبيات:

  أأظما ولي في بحر جودك مشرع ... وجودك في آذيِّه يغرق البَحْرُ⁣(⁣٣)

  ولي فيك عزٌّ كالشموس سوائر ... بها اللفظ در والمعاني بها سِحْرُ

  إذا أنشدت في مجلس فكأنما ... يفض قسيمَ المسك أو يعبِقُ العِطْرُ


(١) لا سبد ولا لبد: أي لا قليل ولا كثير.

(٢) العفاة جمع عافي: وهو الضيف، وكل طالب فضل أو رزق.

(٣) الآذي: الموج.