[قصيدة للإمام جوابا على من استسهل فتح صنعاء]
  فَهَذِهِ أوصِي بِهَا أولاَدِي ... إِذْ كَانَ أوَصَانِي بِهَا أجدَادِي
[قصيدة للإمام جواباً على من استسهل فتح صنعاء]
  وله # وقد بلغه كلام من بعض جهال الشيعة أنه قال: وأي فخر له في فتح صنعاء إنما خرج منها العسكر ودخلها بغير قتال، فقال #:
  لِي هِمَّةٌ فِي العُلى أَرْبَتْ على الهِمَمِ ... فإن تجشّمْتُ مكرُوهاً فلا تَلُم
  إن بِتّ فِي دَعَةٍ مِمَا أُحَاوِلَهُ ... فلذّة العيش عند الشّاء والنّعَم
  مَا لي أرى النّوم لا يَغشى مَنَازلنا ... كأنه قدحُ أيسار لدى بَرَمِ(١)
  أمسيت لا أشتهي مالاً ولا ولداً ... ولا ضجيعاً سوى الصّمصَامة الخَذِم
  فإن تعلّلت فِي وقتٍ بواحدةٍ ... مِمَّا هجرت فَعَن عَطفٍ وعن كَرَم
  مَا لي أرى العرب عني اليوم لاهيةً ... حَتّى لقد عظمت عندي يدُ العجَم
  أجاهلون قِيامِي فِي مصالحهم ... وكيف تُجهلُ نارٌ فِي ذَرى عَلَمِ(٢)
  الخيل تشهد لي فِي كُلّ مَلحمةٍ ... بأن فِعلي فعلُ الجارحِ اللَّحِم
  أسوق مُهرِي إلى أعدائهم قُدُماً ... حَتّى كأني مطرودٌ إلى قَدَمِ(٣)
  مَا حِيلَتِي إنْ نأت فُرسانُهُم رُعباً ... وقد وتِدْتُ لميدان الردى قَدَميِ(٤)
  وقائلٍ قال فِي صنعاء مَا عظمت ... منك العناية فِي بأسٍ ومُعْتَزَم
  فقلت يا أيها المِسْكِيْنُ لو نَظَرَتْ ... عيناك مَا عَاينَت عيناي فِي الحُلُم
  لشبتَ أو مِتَ أو أجهشتَ مُنتحباً ... مِن شِدّة الخوف لا من شدَّة الألَم
(١) البَرَم: محركة من لا يدخل مع القوم فِي الميسر.
(٢) الذرى: الرأس، والعلم: الجبل.
(٣) مطرود إلى قدم: أي السابق في الأمر، والرجل له مرتبة في الخير.
(٤) في الديوان: ما حيلتي إن نأت عني فوارسهم