السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدة للإمام جوابا على من استسهل فتح صنعاء]

صفحة 567 - الجزء 1

  أبْصَرتُ كالبحر إذ جاشت غواربُه ... مِن عارض الخيل لا مِن عارض الديمِ⁣(⁣١)

  فقلت فِي الحال باب السِّجن دونكم ... ولم تعُقْنِي عوادي الخوف عن هِمَم

  والفرضُ قمتُ به والأُسْدُ كالحةٌ ... حولِي وأنيابُها مأثورة الخَذَمِ⁣(⁣٢)

  وكم فتىً بعد مَا كَبّرتُ مُفتَتِحَاً ... مُغَلِّقِ السَمعَ عن قولي وعن كَلِمِي

  وأنت تَعْرِكُ فِي أُذنيك مُجتهداً ... عَرْكَاً يؤَدّيْ إلى مُسْتحكِم الصَّمَم

  ولو مَسَحْت ثلاثاً كنت مفتَعِلاً ... فِعل النّبي أبينا سَيّد الأمَم

  يا شيعة الحَقّ إني لا أُحاكمكُم ... إلا إلى حَكَمٍ ناهِيك مِن حَكَم

  أبي النّبي وكيلي فِي خِصامِكمُ ... فويلُ مَن كاعَ عن فرضي وَلَمْ يَقُمِ⁣(⁣٣)

  قوموا لجمعتكم واستنصحوا خَبَري ... فَإنها عِصمةٌ مِن أوثقِ العِصَم

  فسوف أجلبها شُعثاً مسوَّمَةً ... ترش هَام كُماة القَوم باللُّجَمِ⁣(⁣٤)

  يقودها فَاطميٌ من بني حَسَنٍ ... صلت الجبين يُجَلِّي حالك الظلم

  ماضي العزيمة رحب الباع منبته ... من طينة المجد مِن زيتُونة الكرم

  إن قالَ صَالَ وإن مُدَّت أنَامِله ... نال الأعالِي مِن العَلياءِ عن أَمَمِ⁣(⁣٥)

  بَرٌّ رَحِيْمٌ فإن حَلّتْ مغاضِبُهُ ... على أناس أعاد الحيَّ كالرِّمَم

  فهذه الأشعار الثلاثة أنشأها # ببراقش مع تفسير العشرين الحديث الآخرة النبوية السيلقية، مع الأشغال الكثيرة.


(١) جاش البحر: أظلم وأشرف عليك، والغوارب: أعالي الموج، وعارض الديم: السحاب المعترض في الأفق، والديم جمع ديمة بالكسر وهو المطر يدوم في سكون بلا رعد ولا برق.

(٢) الأسد: المراد بهم الشجعان، والخذم: القطع، والمأثورة: التي بانت حدتها.

(٣) كعَّ يَكعُّ ويَكُع بالضم قليل كعوعاً: حين وضعف، فهو كَعٌّ وكاع وكُعْكُع بالضم.

(٤) اللجم: الموت، يقال ذهبت به اللجم: أي المنية.

(٥) الأمم محركة: القرب أو اليسير.