السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

غزوة نجران الثانية وأحداث أخرى متفرقة

صفحة 570 - الجزء 1

  قال الشريف الأمير المذكور: فلما كان من الغد وصل النغش من رداع⁣(⁣١)، وقيماز من ذمار في خيل، فاجتمعت خيلهم قدر ثلاثمائة فنهضوا، وقد بلغهم الخبر أن السلطان هلدري أغار في الرحبة والبون فاشتغلت خواطرهم، وتوجهوا إلى صنعاء، وتقدم عسكر الإمام فأيدهم راشد بن مظفر بن الهرش السنحاني إلى جهران، فأخذوا قرية (تَفاضُل⁣(⁣٢))، وتغنموا ما فيها وقتلوا رجلاً، وعادوا إلى جبل كنن، وأقبلت بلاد سنحان بعد مراح شهاب بالطاعة والامتثال وقادوا إلى السرين⁣(⁣٣) فقتل من أهله رجل، ثم أغارت الخيل بعد ذلك إلى أسفل (آل عابس⁣(⁣٤)) فأخذت قدر ألف رأس من الغنم.

  ثم استدعاهم سليمان بن علي بن فعيل الحذيفي للغارة إلى (العَمِد⁣(⁣٥))، وأمر إلى الأمير المنتصر بالله العفيف محمد بن المفضل وضربوا ملقى جامعاً، وأجمع رأي الكل على الغزاة، فصدروا فتغنموا أموالاً جليلة، وقتلوا قوماً من الغز، وراحوا بغنائم جليلة، وكان غرض المذكور إقامة العسكر عنده، ومتابعة الغور إلى تهامة فلم يساعدوه.


(١) رداع العرش: شرقي ذمار، مدينة مشهورة. والنغش وقيماز: من قادات الغز الأيوبيين.

(٢) تفاضل: قرية في أعلا قاع جهران، وما زالت قائمة إلى اليوم، وهي من المناطق الزراعية.

(٣) السرين: بلد عامرة من مخلاف سنحان، جنوب صعاء.

(٤) آل عابس: من سكان مديرية ماهلية بالجهة الجنوبية الغربية من حريب وأعمال ذمار، يعودون إلى قبيلة بني وهب من مراد.

(٥) العمد: قرية وجبل غربي سنحان، بالقرب من حزيز.

وتطلق أيضاً على: بلدة في ضواحي غربي مدينة ذمار.