السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[وصول الشرفاء القاسميين إلى صعدة وكتاب الإمام معهم إلى أهل الظاهر]

صفحة 569 - الجزء 1

  ينشر عليكم كنف الشفقة، وليكن هممكم وذكركم ما بعد الموت فهو نهاية كل حي، ولا تكونوا من المفتونين بما لا يبقى، المغبونين في الدار الأخرى، جمع الله على الهدى شملكم، وأصلحكم لولاة أمركم، وأصلح ولاة أموركم لكم، والسلام عليكم.

  وكانت إقامته # ببراقش سبعة أشهر ويوماً، وفيها الخروج إلى بيحان ومأرب، والناس يفدون إليه من أقاصي البلاد وأدانيها، والأخبار من الجهات على اختلافها وتوجيه العسكر إلى بلاد العدو.

  فأمر الأمير علي بن خطلة في الخيل التي معه إلى جبل (كنن)، وقدم فيهم الأمير سليمان بن حمزة السراجي ومن انضاف إليه من الشرفاء والعرب، قال الأمير المذكور: اجتمعت الخيل بكنن خمسين فارساً، ونهضوا من براقش حتى حطوا بوادي (رمك) من بلاد خولان، وهم من أعوان الظلم، فقصدوا (تَوْعَر⁣(⁣١)) وهي من أعظم قراهم، فقاتلوهم قتالاً شديداً، واستظهروا عليهم، وأخذوا بعد ذلك مخازن زبيب بِعَذِيقِه، ثم أتوا (الأحج) وفيه رتبة قوية للغز، فأتاهم رجل من الحصن فسألهم ذمة على خروجهم في الليل، فأذموا له وخرجوا، واستولى العسكر على المكان فأخربوه، وعادوا إلى شق جبل كنن فحطوا فيه، وبلغ الخبر إلى شهاب إلى صنعاء فجمع عسكراً كثيراً من الرجل، وكانت خيله قدر مائة وخمسين، وقصد المحطة والتقى العسكران بوادي (يكلى⁣(⁣٢)) ووقع القتال الشديد، وكان الشرفاء في ذلك اليوم أشد صبراً، وعاد شهاب فحط في (قرن عان)، وأصيب من عسكره قدر مائة مصاب.


(١) تَوعر: واد في اليمانية العليا من خولان صنعاء، فيه بني عبيلة وبني شديق.

(٢) يكلى: تقع شمال الحدا قرب خولان، وكانت تتبع عنس قديماً.