السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[ملحق]

صفحة 575 - الجزء 1

  وخيرُ هذا الوَرَى مَنْ كانَ مُمتَطِيَاً ... خَوفَاً ومَن جَعَلَ التقوَى لَهُ زَادَا

  إِنَّا نَرَى مَا كَفَانَا بَعضُه عِبَرَاً ... فَلَمْ نُوَصِّلْ للأخبَارِ إسْنَادَا

  بينَا تَرَى المَرْءَ فِي الأَحياءِ مُغتَبِطَاً ... يَضُمُّ للرَّوعِ أتبَاعَاً وأجنَادَا

  إذْ قِيلَ ماتَ فلم ينفعْهُ عسكرُهُ ... ولا حَمَاهُ مَشِيدٌ كَانَ قَدْ شَادَا

  يَرُومُ أَمْرَاً وأمرُ اللهِ يُعجلُهُ ... ويُحْكِمُ الرأيَ إصدَارَاً وإيرَادَا

  وقد تَنَحَّلَ حَدَّادَاً ليمنعَهُ ... فكانَ عزرالُ للحدَّادِ حَدَّادَا⁣(⁣١)

  يا أيُّهَا الْمُلْكُ أينَ المَالِكُون مِن الـ ... ـماضينَ أمْ أينَ مَنْ ذَا جَادَ مَن صَادَا

  أركُضْ جوادَك عنها طالِبَاً وَزَرَاً ... فلم أزُعْكَ عن الدُّنيَا لتَرْدَادَا⁣(⁣٢)

  عرفْتُها والذي أرسى قواعِدَهَا ... رَقشَاءَ تنفثُ سُمَّاً يَنقُصُ الآدَا

  نُحِبُّهَا وهي تُقْرِينَا نَوَائِبَهَا ... سُودَاً وحُمرَاً وأزواجَاً وأفرَادَا

  سَحَّارَةٌ هي يا صحبي فأُرْقِيها ... بالحمدِ أرجو من الرحمنِ أحمَادَا

  لا والذي أنا عبدٌ من بَرِيَّتِهِ ... مُعَبَّدٌ زَادَهُ التَّعبيِدُ إعبَادَا

  لولا الجهادُ وفضلُ القائمينَ بهِ ... وقمعُ مَنْ يبتغي في الدِّينِ إلحَادَا

  وقَودِيَ الخيلَ تُردِي فِي أعِنَّتِهَا ... بالمشرفِيَّةِ لا يُكسَينَ أَغمَادَا

  وكُلُّ سابِغَةٍ جَذلاَءَ مُحكَمَةٍ ... لَم تَبْغِ مُذْ فَارَقَتْ دَاودَ زَرَّادَا

  وَشَدَّةٌ ورماحُ الخَطِّ قد جَعَلَت ... بين الخميسين للأطيارِ أعيَادَا

  والبيضُ تُنثَرُ والأرماحُ تنتَظِمُ الـ ... ـفُرسانَ تزأرُ أشبالاً وآسَادَا

  لَكُنتُ في قعرِ بيتٍ لَا أُزَايِلُهُ ... حِلْسَاً لَه الدَّهر رَكَّاعَاً وسَجَّادَا⁣(⁣٣)


(١) تنحل: إدعى، وفي لفظة الحداد جناس: فالأولى بمعنى البواب أو السجان. والثاني بمعنى: الدفع والمنع. وعزرال أي عزرائيل: ملك الموت.

(٢) أزعك: أي أزجرك.

(٣) جواب لولا الجهاد.