السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

غزوة نجران الثانية وأحداث أخرى متفرقة

صفحة 576 - الجزء 1

  وكيف لِي بوصَاةٍ من وُلاَةِ هُدَى ... أَعُدُّهُم لِيَ آباءً وأجدَادَا

  سَنُّوا لَنَا سَلَّ هذا السيفَ لَو ذَهَبتْ ... مِنَّا النفُوسُ جَمَاعَاتٍ وآحادَا

  رضيتُ بالله رَبّاً عَادِلاً حَكَمَاً ... ولو رزَانِيَ أموَالاً وأولاَدَا

  عارِيَّةٌ منهُ إنْ يُمتِعْ بِهَا فَلَهُ ... حَمدٌ وإن يرتَجِع كافَأتُ أسعَادَا

  ما كان عِزَّانُ إلا النارُ مُضرَمَةٌ ... مَنَى لَهَا اللهُ بعد اللَّفحِ إخْمَادَا⁣(⁣١)

  وكان ظِلَّاً لأهلِ الدينِ حيثُ أَوَوا ... مُهَنَّأً لَم يَكُن صِرَّاً وصُرَّادَا⁣(⁣٢)

  وضَيغَمَاً كان لا يُنمِي فَريسَتَهُ ... جَهمَاً يَصيرُ لَه الرِّتيَالُ صُدَّادَا⁣(⁣٣)

  فإن ثَوَى فلنا من بعده خَلفٌ ... وخيرُ ما استخلفَ الأشبالُ آسادَا

  سعدٌ وأسرَتُه القافونَ منهَجَهُ ... سادُوا وسادَ فتى من نَارِهم سَادَا

  ونَجلُ منصورٍ الوافِي ببيعتِهِ ... ولو تزعزت الأحدَاثُ ما انآدَا⁣(⁣٤)

  أما سعيدٌ فلي ظَنٌّ أؤمِّلُهُ ... فيه ورُبَّتَ ظَنِّ قِيدَ فانقَادَا

  وكُلُّ آل حُبَيشٍ مَعشَرٌ أُنُفٌ ... قومٌ غَدَوا لإمامِ الحقِّ أعضَادَا⁣(⁣٥)

  ومِنْ رَبِيعَةَ آسادٌ إذا غَضِبُوا ... يومَاً نَفَوا عن شؤون الأصيدِ الصَّادَا⁣(⁣٦)


(١) منى: أي قدر.

(٢) الصر والصراد: البرد.

(٣) أنمى الصيد: رماه فأصابه، ثم ذهب عنه فمات. والجهم: الوجه الغليظ المجتمع. والرتيال جمع رتيلاء ورتيل: من الهوام، وهو أنواع شبه الذباب، منها ما هي سوداء رقطاء، ومنها ما هي صفراء زغباء، ولسع جميعها مؤلم مورم، والصُدَّاد كرمان: طير ضعيف.

(٤) أي ما مال وما عدل.

(٥) بنو حبيش: هم من زبيد مذحج في رداع، جنوب عنس.

(٦) الصاد: أي اللوم والعار.