[كتب الإمام (ع) إلى أهل مأرب بالأذان بحي على خير العمل]
  وأذان عمر صدراً من ولايته، وهو رواية عبد الله بن عمر، وهو أذان علي، وعليه أجمعت العترة الطاهرة $، وقد أمرنا إليكم بهذا الكتاب؛ فإن كنتم على ما بيننا وبينكم أمرتم المؤذن بالأذان بحي على خير العمل، وكان الخطيب من جهتنا، وحضرتم جمعتنا، فسيفان في غمدٍ إذن لا يصلحان، واعتقدوا بعد ذلك ما شئتم، ودعوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولنا الظاهر ولله الباطن، فانظروا لأنفسكم وكونوا على بصيرة من أمركم، ولا تفرطوا في أنفسكم، فإن {اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ}[الرعد: ١١]، وبلغنا أنكم منعتم اليهود من الغيار والزنار ولم يوفوا الجزية وهي عليهم حتم من الله سبحانه، وتركتم رسوم الجاهلية، وأحكام الضلال باقية، وقدتم إلى بيحان معارضين على غير بصيرة، ولم تجيئوا بشيء يدل منكم على طاعة إلا طاعة اللسان، وذلك إيمان المرجئة وهو لا ينفع، وقد قال رسول الله ÷ «صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي القدرية والمرجئة، لعنهما الله على لسان سبعين نبيًّا»، قيل: يا رسول الله، من القدرية؟ قال: «الذين يعملون بالمعاصي ويقولون هي بقضاء من الله وقدر، الراد عليهم كالشاهر سيفه في سبيل الله»، قيل: فمن المرجية؟ قال: «الذين يقولون: الإيمان قول بلا عمل».
  واعلموا أنا أولاد الرجل الصالح ÷ الذي شرع هذه الشرائع وسن هذه السنن، وأوضح رسوم العدل، وطمس رسوم الجور؛ فنحن أعلم الناس بآثاره وسننه وطرائقه وعلومه، فلا تهلكوا أنفسكم بالجهالة والعمل على غير بصيرة، واعلموا أنا روينا عن أمير المؤمنين # أنه قال: (أيها الناس، اعلموا أن العلم الذي أنزله الله على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيكم، فأين يتاه