[قصيدة الإمام (ع) يذكر همته في الإستيلاء على مأرب ويتهدد خاذليه]
  وقالوا نرى سِتْر الحَرِيْم غَضَاضَة ... علينا إذا لَمْ تشتهر فِي المواكِب
  فهل لِي عُذرٌ فِي اطِّرَاحِ جِهَادهم ... بسُمر القنا والمرْهِفَات القواضِب
  وَقَوْلِي كمَا قد قال قبلي شَاعِرٌ ... وإن كُنْتُ أعْلى منه ذَروة غالب
  ولمَا رأيت الحرب حرباً تجرّدَت ... لَبِسْتُ مع البُردَيْن ثوبَ المحَارِب
  مُضَاعَفَةً يَغشَى الأنامِلَ رَيْعُهَا ... كأن قَتِيْرَيهَا عيُونُ الجَنَادِبِ(١)
  فقل لِي لَهذي الحيّ من شُمِّ أَرحَبٍ ... ونهْمٍ وجَنْبٍ من حليفٍ وصاحبِ(٢)
  ومَذْحِجَ إذ قامت بأمري مذحِجٌ ... فحلّتْ بأعلى ربوَةٍ ومراتبِ(٣)
  خذُوا أُهْبَة الحرب العَوانِ وأرقلوا ... إليها كإرقال الجمال المصَاعِب
  فلا بُدّنا إن شاء ذو العرش ربُّنا ... مِن القَود فِي جَيشٍ عَظيم المناكِب
  إلى سبأٍ لَمَا عَصَتْ أمر ربّها ... لِنُبدِلَها مِن لهوها بالنّوادِب
  وأرميهم بالخيل تقرع بالقَنا ... عليها كأمثال النجُوم الثواقِب
  ورَجْلٍ كأمثالِ الجرادِ وإنها ... ليُوث شَرى مِن شرقها والمغارب
(١) هذا البيت والذي قبله من قصيدة قيس بن الخطيم بن عدي الأوسي، أبو يزيد شاعر أوس، وأحد صناديدهم فِي الجاهلية، أدرك الإسلام وقتل قبل أن يدخل فيه، وهما من قصيدته التي مطلعها:
أتعرف رسماً كاطراز المذاهب ... لعمرة وحشاً غير موقف راكب
والمضاعفة من أسماء الدروع، والرَّيع بالفتح يقال ريع الدرع أي فضول كميها أي زيادة طوله، والقتير كأمير: رؤوس مسامير الدروع، والجنادب: الجراد.
(٢) أرحب: من قبائل بكيل، وهم ولد أرحب بن الدعام الأكبر، وتقع بلادهم في شمال شرق صنعاء.
ونهم: من قبائل بكيل، وبلادهم في الشرق الشمالي من صنعاء.
وجنب: من قبائل مذحج، وهو يطلق على ستة وهم: منبه والحارث والعلى وسنحان وشمران وهفان بنو زيد بن حرب، وسكوا جنباً لأنهم جانبوا أخاهم صداء وحالفوا سعد العشيرة.
(٣) مذحج بكسر الحاء: بطن من كهلان بن سبأ، واسم مذحج مالك، وقبائل مذحج كثيرة.