السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[كتاب الإمام (ع) إلى كهلان في ما حدث منهم]

صفحة 597 - الجزء 1

  المتولي لقتله رجلان من زبيد يقال لهما ابنا صهيب، فلم يصلا ولا طلبا أماناً بنجران، ولا دخلا في ذمة ولا صلح، فتقدم لهما خمسة رجال من آل الشعر من بني جماعة، وهبوا أنفسهم لله سبحانه فمكنهم من عدوي الله، وقد دخلا الدرب يطلبان من الوالي بنجران شيئاً كان قد وعدهما به، وقد أحكموا الرأي فيهما فقتلوهما في الدرب وسلبوا سلاحهما، ومالوا إلى جهة من الدرب خوفاً على نفوسهم، وشاع الخبر، وخرجت كهلان من الدرب منهزمة، فبسطوا أيديهم في أموال المسلمين من بهائم وعبيد في الوادي، وجاءت البشارة بقتلهما، ووصول الجماعتين إلى صعدة، فتلقاهم الإمام إلى خارج المدينة في العسكر والجنود، فأقبلوا وهم يقولون في زملهم على شعار خولان:

  إنا قتلنا حيث لا نأكم ... وحيث لا عقد ولا ذمام

  فتبادر الشرفاء من بني الهادي وبني حمزة إليهم فخعلوا عليهم الفوط المحررة والدنانير الكثيرة، سوى ما حصل لهم من الإمام #.

[كتاب الإمام (ع) إلى كهلان في ما حدث منهم]

  وكتب إلى كهلان كتاباً فيما حدث منهم في الوادي:

  

  إلى كافة كهلان، سلام عليكم، فإنا نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو.

  أما بعد: فإنكم تعلمون ما بيننا وبينكم، والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}⁣[المائدة: ١]، وقد أوفينا بالعقود تعرضاً لنصر الله سبحانه، وقد علمتم أن آل صهيب مخرجون من الذمة بشهادة الشهود ومعنا شهادتكم