[وفود عامر بن شماخ النهدي إلى الإمام]
  إن صدقتم، وقد أُخذا بجرمهما، وحصدا ما زرعا بأيديهما، ولعل للجميع في قتلهما خيرة، وقد بلغنا أنكم بسطتم أيديكم في أموال المسلمين وبهائمهم وعبيدهم، فإن صح ذلك فأنتم أجهل الخلق، فلو أردناكم بنجران أو في الطريق إلى صعدة أو غزوكم على غرة كنا نجد العلل التي تخرجنا عند الناس، ولكن لم نرد لكم قطيعة، فإن رأيتم أن تمام ما بيننا وبينكم، لنا صواباً ولكم، رددتم جميع ما أخذتم حتى الشاة والحبل، وإن أبيتم ذلك فأذنوا بحرب من الله ورسوله على سواء، إن الله لا يحب الخائنين، وكل عقد لكم وذمة وجوار وشرط وكتاب منقوض؛ لأن الذمة كانت إلى شهر رمضان - زاده الله شرفاً -، وأنا قد أشهدنا من حضر من الصلاتيين والحشيشيين ومن حضر من الناس على الوفاء بما بيننا وبينكم إلى تمام الأجل إن رددتم ووفيتم، وإنا قد تبرأنا من الذمة بيننا وبينكم إن تماديتم وغدرتم، وكان الله الناصر عليكم، والمنتقم لنا منكم، والسلام.
[وفود عامر بن شماخ النهدي إلى الإمام]
  وممن وفد إلى الإمام من كبار العرب: عامر بن شماخ النهدي في قوم من أصحابه ومن رؤساء جنب، وهو مقدم في قومه، كبير في عشيرته، يقود ممن يخصه مائة فارس سوى من تبعهم من سائر العرب، فأقام مدة طويلة بصعدة على الكرامة والإنصاف، وتابع ودخل في الطاعة هو وأصحابه، ولما عزموا على المراح أمر لهم الإمام # بالخلع السنية، والعطايا الهنية، وحمل أمورهم وراحوا مسرورين، مظهرين لشكره، مجيبين لدعوته أي وقت أتاهم رسمه.