السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[وفد أهل شظب]

صفحة 600 - الجزء 1

  لغضب الله سبحانه الذي لا تقوم له الجبال، ولسيف أمير المؤمنين الذي خضعت له صناديد الأبطال، وهزمت به المقانب الرغال، وإن الهيج الحادث من شأن إثارة شيء من المال، وأمير المؤمنين يحب عمارة الأرض وإثارة الحرث في جميع الأقطار؛ ليعود ذلك على البادين والحضار، تعرضاً لثواب حاصل، أو أجر واصل، وقد نظر في أصل المسألة بنور هداية الله، واستمد التوفيق من عنده، فحصل نظره السديد، ورأيه الرشيد، الذي من تعداه بذم خاب، وفارق منهاج أهل الرشد والصواب، وتعرض لمواقعة أنواع العذاب، ومصادمة صواعق العقاب، أن كل من كان في جهته شيء من هذه الأرض المثارة كان أولى بإثارته، فإن ادعى عليه الباقون بعضاً أو كلاً كان عليهم البينة وعليه اليمين، هذا مع تجريد العزم على العقوبة بشيء من المال، لمن تعدى بحمل السلاح في دولة سحبت على البرية أذيال يمنها، وأضفت جلباب أمنها، ليكون ذلك داعية إلى التحفظ من الأحداث، قامعة لأهل التمرد والأبغاث، فإذا بلغكم هذا الكتاب فامتثلوا أوامره، وتأملوا أوائله وأواخره، تسعدوا وترشدوا، والسلام.

[وفد أهل شظب]

  وممن وفد إلى الإمام #: يوسف بن النفيل في جماعة من أهل شظب، واستصحبوا القاضي العالم شرف الدين إبراهيم بن أحمد بن أبي الأسد، وقد أجمعوا أمرهم على تسليم حصن (قرن الناعي) و (النعل) والدخول في الطاعة، والكون من الإمام #، وقد كانت بينهم حوادث ألجتهم إلى الالتزام به #، فبايعوا وسمعوا وأطاعوا، وجعلوا ولاية شظب إلى