[وفد الأهنوم وشهارة]
  الأمير محمد بن إبراهيم القاسمي لقربه منهم، واتصال ولايته (بغربان) ببلدهم، فأزيلت المنكرات الظاهرة، والفواحش المتظاهرة، ونفذت الأحكام.
  وتقدم الشريف راشد بن جعفر من آل الهادي # لإقامة الجمعة، وليوطد الأمر في إثبات مدرسة، فأقام الجمعة مع كراهة شديدة من جهال الشيعة المطرفية، واجتهاد وعناية عظيمة في قطعها، وإجماع منهم ومقابلة لمشايخ البلاد، حتى ظهرت عليهم كلمة شنيعة عند الناس وهجنة.
  قال الشريف راشد: لما قابلوا أهل البلد في قطع الجمعة قالوا لهم: إنكم بين أظهرنا طول أعماركم، والفواحش في بلدنا مرتكبة، والمنكرات ظاهرة، فما أنكرتم ذلك، ولا سمعنا منكم فيه كلمة، فلما أقيمت الجمعة أنكرتم، ونحن لا نساعدكم، فجعلوا عذرهم أنه لا إمام تقام له الجمعة، وأنا مُنعنا من المناظرة، فحضر القاضي إبراهيم بن أحمد فجعلوا للمناظرة موعداً ليوم معلوم، وتفرقوا ولم يحضر منهم أحد، فظهر للخاصة والعامة عجزهم، وأن غرضهم تنفير الناس وتغيير قلوبهم بأقوالهم، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ٨}[الصف: ٨]، ونفذت الأحكام، وقبضت الحقوق، بفضل الله سبحانه.
[وفد الأهنوم وشهارة]
  ووفد قوم كثير من بلاد الأهنوم وأعمال شهارة، وكان الإمام # قد كتب إليهم بتسليم ما يحصل في بلادهم من الحقوق الواجبة والبر إلى قاسم بن مطرف صاحب الخموس، ليؤديه إلى الإمام # فامتنعوا عن ذلك، وقالوا: لا نسلم شيئاً إلا إلى يد الإمام، وكان قد ولى عندهم في بدي الأمر الشريف الحسن بن الحسن القاسمي فعلموا أن الأموال التي حصلت منهم لم تصل إلى الإمام، فلم يثقوا بوالٍ بعده، لما كان عليه من الطهارة والعفة والظاهر