السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

فتح مأرب وبيحان وما يتعقبهما من الأحداث الكبار

صفحة 604 - الجزء 1

  رحيماً، وبأدوائها عليماً، فما نجم قرن نفاق إلا قصمه، ولا حدث داء شقاق إلا حسمه، ولا هدرت شقشقة ضلالة إلا هدّ فَحلَهَا، ولا أحكمت عقدة جهالة إلا أسرع حَلَّها، ولا ظهرت شوكة ضلال إلا أحسن فَلَّها، وكيف لا يكون كذلك وهو من عترة طاهرة، أظهر الله سبحانه على جميع الخلائق فضلها، وبين شرفها ونبلها، فكانوا أحق بها وأهلها، فأعينوه - رحمكم الله - على أنفسكم بحسن طاعته، وتنكبوا ما نهاكم الله عنه من ركوب معصيته، فإن الله سبحانه يقول: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}⁣[النساء: ٥٧]، فهو ولي الأمر فيكم، ومن أوجب الله متابعته عليكم، فلا وروحي محمد وعلي - سلام الله عليهما وعلى آلهما - ما نريد لأحد منكم ضرَّاً، ولا نسوق إليه بأوامره شرَّاً، ولا نحملكم إلا على المنهاج الأعظم، ولا نسلك بكم إلا السبيل الأقوم.

  واعلموا أنه لا يكشف لأحد منكم ستراً، ولا يبحث له خبراً، من أغلق بابه لم نتسوَّرْ داره، ومن أسبل ستره لم نكشف أستاره، ومن عرض نفسه للهلاك هلك، ومن أفسد في الأرض وعرض لأبناء السبيل وسفك الدم الحرام سفكنا دمه، وأبحنا حرمه، ومن ثقب داراً فأخرج من حرز ما قيمته عشرة دراهم قطعنا يده، ومن شرب خمراً جلدناه ثمانين جلدة، ومن زنى وهو محصن جلدناه مائة جلدة ورجمناه بعد ذلك حتى يموت، الجلد بكتاب الله والرجم بسنة رسول الله ÷، ومن كان بكراً جلدناه مائة جلدة، وعلى العبد والأمة نصف ما يصح تنصيفه من العذاب، ومن سب محمداً ÷ - قتلناه، [ومن بدل دينه قتلناه، ومن قتل نفساً بغير نفس قتلناه]⁣(⁣١)، ومن امتنع من إخراج الصدقة


(١) ما بين القوسين من نسخة من مجموع رسائل وأشعار للإمام #.