[كتاب أنشأه الإمام # أمر بقرآءته على المنبر]
  من عبد الله، المنصور بالله، أمير المؤمنين، عبد الله بن حمزة بن سليمان بن رسول الله صلى الله عليه](١)، إلى كافة المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم.
  فإنا نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، ونسأله لنا ولكم التوفيق إلى سبيل الرشاد، وقطع مواد الظلم والفساد.
  أما بعد: فـ {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ٣٣ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٣٤}[المائدة]، ولما جعل الله سبحانه إلى عترة نبيه ÷ وراثة الكتاب، وعلمهم الحكمة وفصل الخطاب، وجعلهم من ذرية إسماعيل وزرع إبراهيم، وصيرهم حكاماً على عباده، وخلفاء في بلاده، يرجع إليهم الغالي، ويلحق بهم التالي، نظر أمير المؤمنين فيما فَوَّضَ اللهُ إليه من صلاح هذه الأمة، وكشف ما دهمها من ضباب الظلم والغمة، بما آتاه الله من أشعة أنوار الهداية، وأمده به من المعرفة والدراية، واستمد بما آتاه من أسباب التوفيق في البداية والنهاية، فرأى أن الله سبحانه أدب عباده بأمرين لم يدع عند ولي الأمر فيهما هوادة، وهما السيف والسوط، فمن تعرض لما أوجب الله سبحانه بأحدهما لم يرفع عنه حكمه، وكيف وأمير المؤمنين خصمه، فرحم الله امرأ رحم نفسه من قذفها في هوي الهلاك، وإلقائها في مواضع الارتباك، ولم يزل أمير المؤمنين بهذه الأمة
(١) ما بين القوسين من نسخة من مجموع رسائل وأشعار للإمام #.