[السلطان هلدري وغزواته في الظاهر وبداية النكث منه]
  الأوامر الإمامية، فلما أتاه رسم الأمير ركب في الجند، ولقيهم إلى (الفايش(١))، وقصدوا القوم إلى موضعهم، وهو موضع حصين، فامتنعوا وقاتلوا قتالاً شديداً، وترجلت الغز، وزحفت عليهم الرجال، فطلعوا عليهم المكان قهراً، وقتلوا منهم رجلين أو ثلاثة، وتغنموا أموالهم، وأخربوا منازل الخمور والفساد، وكسروا آلات الغناء، واستمرت الطاعة بعد ذلك، وقاتل في ذلك اليوم الأمير أسد الدين الحسن بن حمزة قتالاً شديداً، وأبلى بلاء عظيماً، وجرح جراحات هينة، وعاد السلطان إلى حوث، وجاءه العلم بنهوض شهاب في عسكر عظيم مخذول، ووصوله إلى بلاد حاشد، فركب في الجند وأمر أهل البلاد بالنفير، فحطوا على رأس نقيل عجيب، وقد كان الخبر بلغ إلى الإمام # فأمر الأمير صفي الدين ذا الكفايتين محمد بن إبراهيم من صعدة في خيل ومن خف معه من الناس مغيراً، فجمع قوماً من أهل البلاد، وتقدم من حوث في أثر السلطان، وشاعت الأخبار بوصول العساكر من جهة الشام، فلما بلغت الأخبار إلى شهاب سرى ليلته متوجهاً إلى الجنات يريد أخذ زرع ثلا، وجرأه على ذلك علمه بتقدم الأمير عماد الدين يحيى بن حمزة إلى صعدة، والشيخ فخر الدين مرحب بن سلمان الحرازي - وكان المتولي لحص ثلا من تحت يده عن أمر الإمام #، وكانت له هيبة في المكان بعد تضاعف أمور الحصن والسفاط عليه من البدو وغيرهم، فجمع الرجال من أصحابه الحرازيين وأهل البلاد وتابع الغور في بلاد العدو، وأخرب حصن بيت (عزّ(٢)) وحرقه، وهو باب كوكبان والطريق إليه، فجاءت إليه أهل البلاد من الحد وتابوا إليه متوددين مسلمين لما
(١) حصن الفايش: من بلاد حاشد على مقربة من غربان.
(٢) بيت عز: قرية من عزلة الضلاع وكوكبان، ناحية شبام، قضاء الطويلة.